شاق الحمام برامتين فغردا

شاقَ الحمامَ برامتين فغردا

جيدُ القضيب يزينهُ عقد النّدى

هزَّت معاطفهُ تحياتُ الصّبا

كالقدِ جاذبهُ الصّبا فتأودوا

شلّت سهام المزن في هضباتها

فكأنَّ جدولها حسام جردا

يمضي فيغمد في الغدير شباته

فلأجل ذلك لايزال مزرّدا

صدأ الظلال يزيد رونق حسنه

أرأيتَ سيفاً قطُّ يصقل بالصّدأ

ما كان أغنى راحتيك بسفحها

لو كان يمكن جمع ما قد بدّدا

خلع الحيا طرباً على أعطافها

بالنهر ثوباً بالنسيم مجّعدا

مازال يبكي باسمات ظبائه

حتى رأيتَ البرق جفناً أرمدا

شغل البكاءُ على الشباب وعصره

جفنيَّ أن أبكي الحسان الخرَّدا

خان الصّبا والغانيات كلاهما

عهدَ الوصال وأخلفاني الموعدا

لو كان يمكن ردُّ ما هو فائتٌ

لوددت أو يفدى بذلت له الفدى

ولكم منيت بليلةٍ مسودةٍ

لو أمّها ضوءُ الصباح لما اهتدى

علقت كواكبُ أفقها فكأنّما

شربت وطال بها السهاد الرقدا

وكأنَّ ساري البرق خاف بجنحها

أمراً فسلَّ من الوميض مهنداً

صمتت رواعد سحبه فكأنّما

ريعت قلائصها فسرنَ بلا حدا

وأجبتُ هاتفةَ الغرامِ ولو دعا

طيف الخيال لما أجاب به الصدى

كلفاً بهاجرةٍ جفاني طيفها

فشقيتُ وسناناً بها ومسهدا

وحديثها نعم الغناء يهزُّني

هزَّ الأراكة مطلقاً ومقيدا

يحلو فيقصر في المسامع طوله

ويزيد حسنَ نضارةٍ ما ردّدا

وكأنّهُ لفظ الهناءِ بمقدمِ الـ

ـملك العزيز الذّه ما جدّدا