شم لأثيلات الحمى وضاله

شمْ لأثيلات الحمى وضاله

غاديةً ترفل في أذياله

يحيي الثرى من ودقها ما قطعتْ

صوارمُ البارقِ من أوصاله

يشبه دمعي قطرهُ وثغرَ لم

ياء ابتسامُ البرق من خلاله

يحسن ما طرَّز من أكمامه

رقماً وما دبَّج من أسماله

لو ظفرتْ كفٌّ ببترٍ زهره

أثرتْ بما تجنيه من إطلاله

فكم به من ساهر بنائم

يشغله الهجران عن وصاله

لا تعجبنْ فهكذا حزبِ الهوى

آجاله تحكم ف آجاله

يا راكباً تحمله عيرانةٌ

والقلبُ لو يعلمُ في رحاله

جز باللوى وحيّ ساكن اللوى

لا أجدبوا عن المشوق الواله

وقل لهم معاتباً ما بال ذي اللو

عة لو سألتم عن حاله

يكفيكمُ لو أنه يكفيكمُ

ما بلبلت رحلتكم من باله

لولا الهوى لما غدا مسائلاً

عن بانة السَّفح ولا غزاله

ما ضرَّه طيفُ خيالٍ طارقٍ

من نحوه يسأل عن خياله

أو بلَّ من غليله أو جاد إذ

ظنَّ بما يرجوه من إبلاله

لا شيء أحلى من مريرٍ هجره

عندي ولا أحسن من دلاله

وبأبي أحورُ سيفُ لحظه

افتكُ يومَ الرَّوع من نصاله

كالدهر يوماً نحن منه في هدىٍ

وتارةً في التيه من ضلاله

فالموتُ كلُّ الموت من إعراضه

والموت كل الموت في إقباله

مورّد الوجنة لا أنفكُّ من

وشاته إلاَّ إلى عذّاله

كالشَّمس في ضيائها والظَّبي في

نفاره والغصن في اعتداله

يا صاحبي وأين منّي صاحبٌ

يعين ذا العزم على ترحاله