شهرت علي صوارم العذل

شهرت عليَّ صوارمُ العذل

والسمع مقتلُ عاشق مثلي

خفَّت حلومهمُ إلى عذلي

فكأنها دمعٌ إلى ثكل

وأطولَ وجدي والسهاد معاً

بقصير عمر العهدِ والوصل

وألٍ على العشَّاق سيرتهُ

بالظُّلم تنسخُ آية العدل

وأما ومعتلِّ الجفون ومن

دلهِ الضنى قسمي بمعتل

وموشَّح ظامٍ ومبتسمٍ

عذبِ اللَّمى ومخلخلٍ عبل

ما طال ليلي بعد كاظمةِ

بل طال بعد فراقها خبلي

ونحلتُ حتى ظلَّ جسمي من

ولع السقام به بلا ظلّ

لا تنكروا مني ذهوليَ في

حبّ الجآذر من بني ذهل

ودعوا سبيلي لا أبا لكمُ

أن العقائل آفة العقل

لي في هوى لمياء لا لكمُ

حلمي وليس عليكم جهلي

جحدت بها وجدي ودمعيَ

والسقم المضاعف شاهداً عدل

حوراء لا تدنو إلى دنفٍ

ناء ولا تحنو على إل

وإذا الصَّبا خوفَ العيونِ لها

عبثت تحلُّ ذوائب الأثل

هزَّت معاطفها وجاذبها

كفلٌ يميل إليه ذو الكفل

حسدت مضاجعها الحليُّ فيها

قلق الوشاح وغصَّة الحجل

وإذا وشى نطقُ النطاق بها

صمتت خلاخلها من الثقل

ما شئت من حسنٍ بوجنتها

ولديَّ من حزن ومن تبل

وإذا علا نار حسن بوجنتها

ولديَّ من حزن ومن تبل

أمهاةَ خبتٍ والصريم ألا

تصلين منذ صرمت من حبل

غادرتني حرضاً بمخطفةِ الأ

عطاف تهزأ بالقنا الذبل

وخذلتني من بعد علمك أني

فيكِ بعتُ العزّ بالذلّ

فعداكِ ما جمَّعتُ من حرقي

وفداك ما بدَّدت من شملي

أقتلتني وغضبت عامدةً

فهبي رضاكِ وأنتِ في حلّ

ما بال قومكِ ينذرون دمي

والهجرُ لو علموا من القتل

كفّي جفونكِ أو سهامهمُ

ما لي يدٌ بالهدب والنَّبل

ما بال قومكِ ينذرون دمي

والهجرُ لو علموا من القتل

كفَّي جفونك أو سهامهمُ

ما لي يدٌ بالهدب والنَّبل

لو شمتِ لحظك والعدى أممٌ

لعلمتِ أن النصرَ في النَّصل

أبكتني الأيامُ م ضحكت

لي عن نيوب نوائبٍ عصل

أفسدن خلاَّني فما لي في

السرَّاء والضرَّاء من خلّ

هيهاتِ يمنحني فواضلهُ

من بات يحسني على فضلي

يبدي طلاقته لزائرهِ

وفؤاده بالغلّ على غلِ

أدعوهُ مولى الفضل وهو بحكـ

ـم النقص عبد النَّوك والجهل

أبعد بسؤدده الفتى ولو

بلغ السماء ووعده الكهل

متنقلٌ إمَّا وثقتَ بهِ

في الحادثات تنقُّلَ الظلِّ

متلوّن الخلاق يلطم وجههَ

الجدِّ منهُ براحة الهزل

يا كم رفعتُ إليه غانية

لو أنها زفت إلى بعل

ورحلت من حرف فشوَّهَ حسن

الاسم منهُ قباحةُ الفعل

قد كان يطمع العلياء لا اعتقلت

من بعدُ راحة مثله مثلي

ولأنهضنَّ إلى أشمَّ طويل

الباع ينقذني من الأزل

حتاَّمَ أحيا بالمطامع

والملك المظفَّرُ قاتلُ المحل

كالقطر في الأقطار يعرفهُ

بالفضل أهلُ الحزن والسهل

يمحو سماتِ الممحلات إذا

كتبَ الوفودُ صحائف السُّؤل

لاذوا بعاديّ السيادة لا

كعداتهِ نبتوا مع البقل

يقظانُ يجمع في صفات بني الآ

مال بين الفرض والنفل

وإذا تلثمتِ السَّماء بأزر الغيم

أسفرَ صائبَ الوبل

وتلوح في أعطاف منطقهِ

شيمُ النَّدى ومخايل الفضل

وعنُ الخليقة في النزال وفي الـ

ـلأواء ربُّ النائلِ السهل

يثني على ناريه لا خمدا

طيرُ الفلا وحقائب القفل

كالشمس في ظلم الورى وكبـ

ـدر التمّ بين أهلَّة الأهل

قيدُ النواظر والقلوب إذا

دارت عليهِ هالةُ الحفل

أحيا ناهاً أباهُ ويا

لك من أبٍ زاكٍ ومن نجل

كالليثِ لم يقفر معرَّسهُ

ما دام مأهولاً من الشبل

يسمو البناء على الأساس

وطيبُ الفرع محمولٌ على الأصل

وإذا نزلت بهِ وقد شملت

شهباء حتف الحرث والنسل

لم تلق غير مناهل خصرت

لعفاتهِ ومراجل تغلي

ذا السيف قد جرت الدماء على

صفحاتهِ كمدارج النمل

ماض إذا ما مسَّ أنملهُ

خلعَ الحلى ومشى بلا نعل

والضربُ أمثالُ الحواجبِ فو

ق الطعن مثل الأعين النجل

لولا بسالتهُ لما ظمئت

أسلُ الفرنجِ إلى دمٍ بسل

سل عنه إذ لفَّ القناة غدا

ة السعد منهُ بساعدٍ عبل

وأخلَّ محكمة الخصائل مح

كوماً لها بالسبق والخصل

وأعاد يومهم كأمسِ وليثُ الـ

ـغاب لا يغضي على ذحل

أبقى لقى أسدَ اللقاء فما

أبقى وفلَّ حدَّة الفلِ

طرقوا مع الوكنات واختفوا

بمكامن النينان والوعل

وبغوا مع الوحش الهوامل في البيـ

ـداء واحترشوا مع الحسلِ

حتى كأنَّ ديارهم خلقت

مذ كنَّ أطلالا بل أهل

كم طعنةٍ لك فيصلٍ حمدت

آثارها ومقالةٍ فصل

يثني رباط الجيش منك ربيـ

ـط الجأش ماضي العقدِ والحلّ

يلقى أعاديهِ مجاهرةً

ويعيد سطوتهُ منَ الحتل

يخشى ويرجى سطوةً وندى

ويهابُ في جدٍّ وفي هزل

منصور ألويةِ النَّوال إذا

هزم السماح طلائعَ البخلِ

مخضرُّ أندية الوفود وخلفُ

الغيث أمحقُ غير مخضلّ

حلَّت عزاليه عشيةَ خيط

المزن فيها غير منحلّ

وأباحَ في السلم القوافي ما

بين الجزيل هناك والجزل

فالمجدُ ما أحياهُ منصلهُ

والمالُ ما أفناهُ بالبذل

محمودةٌ خلقاه في غضبٍ

ورضى وفي كثرٍ وفي قلّ

تحكي خزائنه أعاديه

كلاً يذيق مرارة الثكل

حلَّى ترائبها وقد عطلت

بنداهُ واسمُ جيدها الغفل

فغدت أحاديث السماحةِ في الآفاقِ

عنهُ صحيحة النقل

وإليك جاوزت الأنام إلى

عمريِّ سمتِ الهدي والعدل

وهجرت كل العالمين إلى

ملكٍ ظفرتُ لديهِ بالكلِّ

في حيث أيامُ الفضائل لا

تخشى ودولتها من العزل

فاحفظ لهجرتي التي خلصت

حقَّ الذّمام ووصلة الحبل

وأسغ لناقع غلَّةٍ كلمي

هذا الزلال ونازع الغلّ

فاستبقني أبثك في

نادٍ قلائدهُ وفي حفل

ودع العداة لوصف نقصهم

كل على فضلي أولو كل

مهلاً بني الشعر الجليب فليس

الشهدُ في اللهواتِ كالمهل

ذلَّت لي الشعراء قاطبةً

ذلَّ الحقاق لصولة الفحل

ما شأنني قربُ الولاد فقد

جاوزت في الإحسان من قبلي

هذا أخير الأنبياء غدا

وهو الشفيع وسيدّ الرُّسل