صحة الوجد بالجفون المراض

صحّةُ الوجد بالجفون المراضِ

سلبَ الطّرفَ لذَّةَ الإغماضِ

خولفتْ عادة الورى فرمينا

نحو تلك السّهام بالأغراض

وقصيرٌ عمر الوصال حباني

بليالي الهجر الطوال العراض

قمرٌ كلّما بدا سرتُ منهُ

في دياجي الصدود والإعراض

كسرت فيه ذّمة القلب فالقلـ

ـب من الصبّ ثابت الإنقاض

فأعنّي على مماطلة الشوق

فلي من لحاظه متقاضي

ولضربِ الحسامِ في الغمد قلبي

كسر الجفن منهُ والحدُّ ماضي

قام يسعى والدَّجنُ طلعةُ غض

بان بكأسٍ كوجه جذلانَ راضي

بسمتْ عن حبابها فأرتنا

لؤلؤ الطّلّ في خدود الرياض

كلما نشّر الغمام ملاءً

طرزّتها البروق بالإيماض

أسلبت كمّهُ الجنوبُ على

الأرض وجرَّت من ذيله الفضفاض

سحبٌ رعدها كما جرجر

الفحلُ أطافت به نبات المخاض

وعروقُ المرنِ النوابضُ فيه

كحنايا سريعة الإنباض

نثلتْ نبلها فقد لبس ألماً

دروعاً من خوف تلك الوفاض

أشبهت راحةَ العزيز ولكن

خالفتها في البطش والأنهاض