ضلالاً لواشيها وتبت يمينه

ضلالاً لواشيها وتبَّت يمينهُ

له دينُ دعواه وللقلب دينه

وصاحبه إمّا شتات يروعه

بوشك فراق أو حبيب يخونه

وما زلت صبّا بالحمى منذ أبرزت

أهلَّته حسناً وتمَّت عصونه

يتيمني لدن الكثيب وهيفه

وتحكم حور السرب في وعينه

وحملني ثقل الكآبة والأسى

وقوفي بربع خفَّ عنه قطينه

وأسمر يحكي الأسمر اللدن قدُّه

له لونه عند العناق ولينه

وعرَّفني أنَّ الغرام شجاعةٌ

ولوعي برمح منه قلبي طعينه

وما بلَّغ التبريح إلاَّ لعابه

ولا الجدَّ إلاَّ هزله ومجونه

وساء ظنوناً حين حالت عهوده

إذا حال عهد المرء ساءت ظنونه

لقد آن أن يقضي النجاز وعوده

وتقضى لبانات الهوى ويديونه

يصول بطرفٍ ساكن اللحظ فاترٍ

وما حرَّك الاشجانَ إلاَّ سكونُه

ولستُ بشاكٍ غير سقم جفونِه

فليس عدوَّ الجسم إلا جفونه

ويبسم عن خمر عراني خمارها

تحول على درٍ عداني ثمينه

ويا عاذلي أنى اهتديتَ لناحلٍ

أسىً ضلَّ عنه الطيف إلا أنينه

لأمرٍ أبى أن يدخل اللومَ سمعهُ

نعم ولشأنٍ لا تجفُّ شؤونه

ورام دفينَ الحبِّ من لا يناله

وما يقتل العشاقَ إلا دفينه

وأقبل في خيل الملام ورجلهِ

فاعجزه أن يستشار كمينه

سقى الله جيران الثنية ضاحكاً

من المزن هامي الدمع فيها هتونه

ونقَّط وجه الأرض لؤلؤ طلَّه

وزان حنين النهر منها غصونه

ويعجبني بردُ النسيم وإنما

لظى النار في برد الزناد كمونه

وقد كنت في شكٍ من البين قبلما

تصرّح عن شك الفراق يقينه

فللهِ مبذولُ الدموع طليقُها

من الوجد مأسورُ الفرراق رهينه

وفي الجانب الغربيَ مني ولوعة

يشوق الحمام الساجعات حنينه

إذا ضمَّهُ والأرحبي تنوفه

تشابهَ فيها جسمهُ ووضينه