طربي إلى ماء الحمى ونزيله

طربي إلى ماء الحمى ونزيلهِ

غالَ الفؤادَ ببثهِ وغليله

أو كلَّما علقتْ يداي بحاضر

منهُ منيتُ ببينهِ ورحيله

قلب تنقَّل في بيوت بدوره

وجوىً أقام بسائراتِ حموله

آهاً له في الحبِّ إذ شاورتهُ

فأطعتهُ وعصيتُ أمر عذوله

أشفي على قصر الوصال وعهده الـ

ـماضي ومن ليلِ الصُّدود وطوله

عنت البدورُ لأنجمٍ فارقتها

والصبح ما خاض الدجى بحجوله

من لي بمعتدل القوام رشيقهِ

وبفاتر الطرف السقيم كحيله

وبسفح أعلام الثنيَّة منزل

نحرتْ ركاب الغيث بين طلوله

مرَّت به بكر الشباب حميدةً

وكفى نهارَ الشيب ذمُّ أصيله

وسألتُ عن صبري وعن سكَّانه

ذهبتْ بثينةُ عامرٍ بجميله

باناتها طوع النسيم فلو مشت

أعطافها لتعثَّرت بذيوله

ويشوقني بعدَ القدود موائساً

رقصُ الغصون على غناء هديله

وزماُ لهو بالشآم وموقفٍ

يشتاقُ قاتلهُ فوادُ قتيله

أبكي لمبتسم الجمال وتارةً

أشكو إلى قاسي الفؤاد ملوله

ماضي اللَّحاظ فداء عزّ جفزنهِ

ما راض من جفني ومن تذليله

أجرى سوابقه على عاداتها

خذٌ أسال الدمعَ حسنُ أسيله

وسنان ساجي المقلتين ضعيفُ عقد الـ

ـخصر أعدى الجسم فرط نحوله

خوطيّةٌ حركاته لم يعده

من رمحه الخطّي غير ذبوله

أشتاقُ من كلفي إلى عسَّاله

وأهيم من ظمأي إلى معسوله

سكرت شمائله فلولا خجلةٌ

في كأسه ما أحمرَّ خدُّ شموله

قمرٌ هديتُ إلى الغرام بنوره

وعن الهدوّ ضللتُ يوم أفوله