قسماً لقد أملى أحاديث الغضا

قسماً لقد أملى أحاديث الغضا

برقٌ أضاءَ لنا على ذات الأضا

لطفت إشارتهُ فأشكل فهمها

فلذاك شوقي أن يعاد إذا انقضى

حاكى مواعيد الغواني خلباً

وأراد أن يحكي الثغور فأومضا

كالرعد يخفق في جوانج ليلةٍ

وعدُ الصباحِ بمثلها لا يقتضي

هجعتْ كواكبها فسلَّ على الدُّجى

كالنّصل يغمد في الجفون وينتضى

قتلَ الكرى صبراً ففي عذباته

دمهُ ألم ترني سهرتُ وأغمضا

هل عند ساكنة الغضا من أضلعي

علمٌ وقد شبّت بها جمرَ الغضا

أبغضتُ حسنَ الصبر مذ أحببتها

فأعجبْ لمن أضحى محبّاً مبغضاً

هجرانها ولي الردى حيٌّ ومو

عدُ وصلها ولها البقاءُ فقد قضى

وأبى الهوى ما كنتُ لولا فاقتي

وغناك لو منح الغنيُّ المنفضا

كلفاً برمان النهود مكسراً

وبلثم تفّاح الخدود معضّضا

وممرَّضِ اللحظات يعظم فتكها

واللحظ يفتك أن يكون ممرضاً

يعتلُّ خفّاق النسيم بنشره

حتى يخاف لضعفه أن يقبضا

ويريك من نار الحياءِ مذهّباً

ما كان من ماء الجمال مفضّضاً

ألقى ذوائبهُ وحطَّ لثامه

فرأيتَ منه الحسن أسودَ أبيضا

فكأنّهُ الدنيا يظلّلك مقبلاً

فإذا وثقتَ به أذّلك معرضا

سقمي وبرئي في يديه وإنما

يشفيك من داء الهوى من أمرضا

ظامي الوشاح إذا استقلَّ فردفه

ريّانُ ليس يطيعهُ أن ينهضا

وكأنَّ طرَّتهُ وضوءَ جبينه

ليلٌ دجا فاعتاقه صبح أضا

يرنو فتهزأُ بالقلوب لحاظه

كسيوف نور الدين تهزأُ بالقضا