قفي فاسمعي محض النُّهى يا ابنة الفهم

قفي فاسمعي محض النُّهى يا ابنة الفهم

فقد خطبتْ أم البلاغة والحكم

بأهنا من البشرى وأحلى من المنى

وأشفى من الشكوى وأندى من النعم

لقد أرسلت صماً نواطقَ قيدت

ولكن لها مسرى الخيالات في الحلم

وقد علمت أنَّ الكوكب سبعةٌ

فجاءت بها زهراً سرائرَ في الأمم

عداد بحار الأرض لكنَّ هذه

عذابٌ ولا خوف ودرٌ ولا ظلم

دخلتُ بأفكاري حظيرة قدسها

فأضحت في الهم الزيادي في حرم

فقل في يدٍ علوية شرفيةٍ

بها تم عقدُ الجود والفضل وانتظم

أسدُّ يراعاً من مثقَّفة القنا

إذا طفق القرطاس يسترشدُ القلم

فيا واهب العلياء مهلاً فإنني

أردت جزاءَ المدح فامتنع الكلم

هممتُ ولكني عجزتُ فعذرة

إذا أنكرت في قرضه ذِّمة الهمم

فأمسك رويداً ثم أمسك سحابها

بقدرٍ فإني خفت من دائم الديم

فأنت المهنَّا بالوليد حقيقةً

وقد زاد منا واحدٌ لك في الخدم

وغير عليٍ في ولاء محمدٍ

إذا خيف تمويه المودَّة يتهم