قلبي بذاك الخال ليس بخال

قلبي بذاك الخال ليس بخال

فعد المحب ولو بطيف خيال

عذر الصبابة في عذارك واضح

ومن الصبابة خيبة العذال

حتف المتيم منك يوم قطيعة

وحياته في الحب يوم وصال

عاقبت طرفي بالسهاد وما جنى

والقلب بالأشواق والبلبال

ورحلت لا تحنو على متلهف

باكٍ يطل الدمع في الأطلال

قس طاعة الوجد المبرح والأسى

ما حال يوم نواكم من حالي

عين مؤرقة ودمع ساكب

وصبابة تذكو وجسم بال

قد كدت أغرق في بحار مدامعي

لولا التمسك فيك بالآمال

أبداً أميل إليك ميل تذلل

وتصد صد تدلل وملال

ويزيدني ظمأ رضابك واللمى

إني ظمئت من الجوى بزلال

ما أنس لا أنس الوداع وأعـ

ـين الآجال حائزة على الآجال

وبليتني من تلكم الأضغان جفـ

ـن مهند سموه جفن غزال

أسفي على تلك القباب وقد حوت

هيف القدود رواجح غزال

من كل حالية تضم إلى المهى

أحشاء محراب على تمثال

لو كنت حيث جلا الحمى نواره

لعرفت منه مساحب الأذيال

تبدو نجوم قنا الفريق أمامها

في ليل عثيره ليله هلال هلال

طرف يميل مع النسيم قوامه

ويلي من المتون الميال

عذبت مراشفه وصدت بقده

فحمى جنى المعسول بالعسال

شغفت بطلعته القلوب لوجدها

شغف السقيم بطلعة الإبلال

عهدي وظل الوصل غير مقلص

عنا وعمر المطل غير مطال

وكأنما لبس الزمان سنا صفي الـ

ـدين ذي الأنعام والأفضال

هو واهب الخيرات والقود العرا

مس في اللهى والسابح الذيال

فعلاؤه متقابل وإباؤه

مستأصر ونواله متوال

خضر الجناب فإن دجت في لزبة

سود الخطوب فأبيض الأفعال

سل عنه في بذل المكارم والقرى

واسمع من الغدوات والآصال

منح ابتداء رافعاً خبر الندى

وكفى الوجوه مؤونة التسآل

كثرت صنائعه فقل نظيره

إن البدور قليلة الأمثال

وحوت أزمة جلق أعماله

وكذا الجنان تحاز بالأعمال

ذو همة كالنجم تحت عزيمة

كالسيف إن حادثته بصقال

حاط العلى ورماحه أقلامه

حيث المداد رؤوس نصال

كالمسك في لمم اليراع فإن يكن

غضب فنار في رؤوس ذبال

في ليل ذاك النقس تطرقنا المنى

فكأنها في الهدى طيف خيال

يحكي بياض الطرس تحت سواده

أسرار صبح في صدور ليال

سكنت به الدهماء حتى أنها

بسطاه قد أمنت الزلزال

تسبي ثناء الخلق خيل سماحه

وتطاعن الآمال بالأموال

حتى إذا اشتبكت بساحته الوغى

نادت مرابعه الوفود نزال

بالصاحب الميمون أصحب مطلبي

ووفت لي الآمال بعد مطال

ووصلت به قطيعة وعززت بعـ

ـد إضاعة وهديت بعد ضلال

وغدوت أهزأ بالزمان وصرفه

من كل نائبة خلي البال

هو نير العلياء وهو سماؤه

داني سنا فينا بعيد منال

قلبت وجه الظن في صفحاتها

حتى ظفرت بقبلة الإقبال

بالباخلين عرفت قدر سماحه

وبيان قدر الغيث بالأمحال

من قومه أهل السماح وآله

والناس في الأزمات لامع آل

يتدفقون إذا الجذوب تلاحقت

كالسيل زل عن اليفاع العالي

ومتى تخاذلت الأكف عن الندى

نصروا بني الدنيا على الإقلال

إيضاح مشكلة حماة مخوفة

أجواد مسبغة سهام نصال

حلي الليالي العاطلات وغيرهم

حاشاهم عطل الزمان الحالي

بيض تألق في الدسوت وجوههم

وكذا البدور منيرة في الهال

ضحكت ثغور عفاتهم لما بكت

عند الهبات دماً عيون المال

أمعجل الآمال في إحسانه

ومخجل اللؤماء والبخال

قدر النضار على بنانك هين

أبداً وسعر الشعر عندك غال

إن القوافي كالمطايا أنت را

كبها وهذا الجود خير عقال

ما هن آلا الغانيات بظلكم

فالحسن باد والمهور غوال

لطفت شمائلها ورق نسيمها

كالماء صافحه نسيمُ شمال

نشرت عن الخطاب غير نداكم

والبحر يلفتها عن الأوشال

همتم غداة سلا الأنام بحبها

أين المحب من الملول السالي

حسنت على الأعراض فهي سوابغ

وعلى الملابس فهي عقد لآلي

فليهم عيد النحر أنك باذل

ما شاء من عيني دم ونوال

ألبسته لأيام الزمان فإنما

يسمو برؤيتك الزمان الحالي

فحسام عزمك حاسم داء العلى

ومضاء رأيك قاتل الأقيال