لا تلمني فليس يجدي الملام

لا تلمني فليس يجدي الملامْ

إن لوم المتيَّمين حرامْ

فبجسمي لا جسمك السُّقم

في الحب وقلبي لا قلبك المستهامْ

وبروحي غضبان مازال في

حبيه يعصي العذال واللّوام

سيّئ عن جماله طلبُ الصبر

جميلٌ فيه الأسى والغرام

يتثنَّى كرمحه اللحظُ في

عشّاقه والقوام قوام

فارسيُّ الأنساب ما عهدهُ في

الحبّ عهدٌ ولا الذمام ذمام

وجههُ كعبةٌ ومن خالهِ الر

كنُ فماذا يضرّه الاستلام

خوَّفتني في حبّه نارُ خدَّيه

وفيها برد لنا وسلام

خدَّه والقوام والظَّلم لولا

الظُّلم ورد وبانة ومدام

سقمٌ فيه مذهبٌ سقم جسمي

كيف يشفي من السقام السقام

يا فؤادي أين التسلّي كما

قلتَ ويا مقلتيَّ أين المنام

قم نديمي فأجلُ المدام وللغيث

بكاء وللرياض ابتسام

حيث وجه الربيع طلقٌ وثغر الـ

ـكأس وضحٌ قد فضَّ عنهُ الفدام

وترى الدوح كالعقود فإن هـ

ـب نسيمٌ فللعقود انفصام

تكتم الأرض تربها عن سطي الـ

ـسحب وتبدي أسرارها الأكمام

وإذا أنت لم تزورها عروساً

عاتق السنِّ مهرها الأفهام

فلماذا أهدت شمائلها البان

وقامت تدعو عليها الحمام

حسنَ الزهر منه واخضرَّت

الآفاق خصباً وابيضت الأيّام

وكأن الغدران صفّ دروع

وقطار السحاب فيها سهام

دائم جوده كجود صلاحٍ لك

في الخلق مستهلٍّ ركامُ