لقد لج دمعي ليلة السفح بالسفح

لقد لجَّ دمعي ليلةَ السّفح بالسّفحِ

ولا غرو أن تبكي البخيلة بالسّمحِ

تطاولَ ليلي والجفون قصيرة

فلا زان وجهَ الأفق ثغرٌ من الصبحِ

لي الله منِ طرفٍ طويل سهاده

على نازحٍ أفنى دموعي بالنّزح

حشا كلَّ قلب لوعة صمتُ قلبهِ

وضاعفها نطق النطاقين والوشح

ويا دارُ بانَ الآمراتُ على النهى

فلا خفقتْ رايات بأنكِ والطّلح

ولم أرَ ناراً كالأسى في جوانحي

إذا نضحت بالماءِ هاجت على النضج

أمطْ عنك نصحي في سليمى فإنني

تبيّنتُ عين الجهلِ في طلعة النصح

فما الحبُّ إلاّ سوقُ وجدٍ ولوعةٍ

عددتُ بها خسرانَ قلبي من الربح

لدى خدّها الدامي وما ناله أذى

ويا عجباً والقلب قد خصَّ بالجرح

يلوم على أني سليمٌ بلحظها

سليمٌ من الأشجان واللاعج البرح

يمرُّ بسمعي عذلهُ غير ناجحٍ

كما سمع الصمُّ السّرار من البحِّ

ولولا الهوى لم تذكِ أحشائي الصّبا

ولم يبك جفني ضاحكُ البرق باللمح

ولم يكُ هدب العين أرشيةَ البكا

وإنسانها يسني المدامع بالمتح

ولا باكياً طرفي ولا شاكياً فمي

ولا ذاكياً لهفي ولا ناكياً قرحي

وليلة وافتْ والنجومُ كأنّها

كواعبُ بيضٌ قد تطلَّعنَ من مسح

بعطفٍ وردفٍ يفضح الغصنَ في النقا

ووجهٍ وفرعٍ يخجل البدر في الجنح

وسايرها بدرُ السماءِ منوّراً

كطلعة عثمانَ العزيزِ أبي الفتح