لولا هواك وجل خطب هواك

لولا هواكِ وجلَّ خطبُ هواكِ

ما كنت يوم سراكِ من أسراكِ

ولما وقفتُ وللجفون حبائلٌ

من شعرها المسودّ في أشراك

فطنَ الوشاةُ بفيكِ فلم أنل

منكِ المنى فإليكِ أشكو فاكِ

وزعمتِ أن العهد باق ثابت

ونعمْ فأين لذاذةُ الإدراك

ولئن جزعتِ لطرف عينٍ فاسقٍ

فوراءهُ قلبٌ من النّساك

لا ذاقَ قلبي من طلولك سلوةً

فهو الذي أغناكِ عن مغناك

لولاه ما أضرمتُ نارَ جوانحي

ونحرتُ حمر مدامعي لقراك

يا ليلةً سمحَ الزمان بكونها

لولا الرقيبُ لقلتُ ما أحلاك

أمغنّي الشّربِ الكرام بها أعدْ

ومديرةَ الصهباء هاتِ وهاك

أرسلتها حمراء كالياقوت في

بيضاء صافية كدمع الباكي

كادت تطير من الزُّجاج وإنما

صاغ المزاج لها خفيَّ شباك

فاللون من خدَّيك والنشواتُ من

عينيك والنفحات من ريَّاك

وكأنما مسكيُّ أنفاس الصّبا

لفظُ الهناء بعاشرِ الأملاك