ما على ما لاقيته من مزيد

ما على ما لاقيته من مزيدِ

شفَّ برحُ البكاءِ والتسهيدِ

يا قلوبَ الأحباب ما أسعدَ العشـ

ـاق جدّاَ لو حزنَ لينَ القدودِ

من شكا قسوةَ القلوب فما أش

كو سوى فرط رقةٍ في الخدودِ

وقريب منّي بعيد عن النا

ظر فأعجبْ من القريب البعيدِ

يا عهود الحدباء عودي فقد

برحت شوقاً بالهائم المعمودِ

طال بثّي ولا أرى من سميعٍ

سالفُ الدهر ما له من معيدِ

أنا أفدي من خدّهِ فضَّةً بيضا

ءَ لكنَّ قلبه من حديدِ

وأرى الدهر كالأحبَّةِ فعلاً

ما صفا يومُ وصله من صدودِ

وبديعُ الجمال كم حلَّ من

عقدةِ صبري ببندهِ المعقودِ

علَّني أن أراه يوماً فيطفي

نار وجدٍ فيب القلب ذات وقودِ

لذعتني نار الفارق ونار الحـ

ـب والبين ما لها من خمودِ

يا زمان الوصل السريع فدى عصـ

ـركِ عصرُ الهجر الطويل المديدِ

وضعيفَ العهود ما مثل وجدي

بك في العاشقين بالمعهودِ

طال عمر البعاد عنكم وفي الأشـ

ـجان عمرُ الملام والتفنيدِ

فقنعنا من وصلكم بالتمنّي

ورضينا منكم بليَّ الوعودِ