ما لطيف زار منكم موهنا

ما لطيفٍ زار منكم موهنا

سلب القلب وعاف البدنا

ظنَّ أني راقدٌ عن سلوةٍ

فحماها واستباح الوسنا

ولأسد الغاب إذا تقنصها

ليلة النفر ظباء المنحنى

كم منحنا من أسى بعد أسى

وحرمنا من منى يوم منى

وكلوا باللحظ هنديّ الظُّبى

والقدودَ المخطفاتِ اللُّدنا

فسيوفٌ بسيوفٍ حرست

وقنا خطٍّ حموها بالقنا

وسقيمٍ جفنهُ عن صحَّةٍ

حربي من صحَّة وهي ضنى

ربَّ حسن قبحت أفعاله

من رأى شيئاً قبيحاً حسنا

ريقه المعسولُ مع مقلتهِ

جمعاً لي بابلاً واليمنا

ذمَّ دمعي خيفةً من بوحهِ

أسمعتم من يذمُّ المزنا

كلَّما هزَّ الصّبا قامتهُ

فضحت دعصَ النقا والغصنا

صائدٌ باللحظ إن قيل رنا

طاعن أن قيل انثنى

ما حكى الظبية إلاَّ جيداً

ولهُ الفضلُ وإلاَّ عينا

بدرُ تم بالأماني يجتلى

غصن بان بالمنايا يجتنى

يا رماة الحيَّ من باهلةٍ

فوقوا النَّيل وكفُّوا الأعينا

كلُّ سهمٍ غير ما أرسلتمُ

كلمهُ في القلب أمسى هينا

قد رأينا داركم آهلةً

وخشينا أن نراها دمنا

فبكينا جزعها من جزعٍ

وندينا الحزن منها حزنا

كم بها من جاهليٍ قلبهُ

ومع الأظعان منكم وثنا

فسقى عهدُ الحيا عهدكمُ

قلَّ ذاك البذلُ فيها ثمنا

فسلوا قوَّة وجدي بكمُ

هل أصابت غير صبرٍ وهنا

ما لورقٍ هجعت صبوتها

نبَّهت في الدَّوح مني شجنا

بكرت تخطب في أعوادها

فجمعنا بين نوحِ وغنا

يا ابنة الأغصان لو ذقتِ النَّوى

وعرفتِ الدمع فيها والضنا

لخلعت الطوق واعتضتِ الأسى

ولما عانقتِ منها فننا

كم لقلبي صبوةً عذرَّيةً

ولسيف الدين عندي مننا

كما أجائتني إليهِ نكبةٌ

أخذت مني فأعطاني المنى

جئتهُ أشكو إلى أنمله

عبدها الفقر فجادت بالغنى

ينظر الدنيا بعيني واجدٍ

كلَّ شيء فانياً إلاَّ الثنا

فإذا ما بخل القطر سخا

وإذا أبعدك الدهر دنا

وله من حزمهِ في حربهِ

قضبٌ ليست تحلُّ الأجفنا

حدَّثت عن فتكه السمرُ وكم

أفحمت خرصانهنَّ الألسنا

فهو في المجد عليٌ كاسمه

ثابت الآساس عاديُّ البنا

صيتهُ والجود كلٌ منهما

طَّبق الوهدَ وعمَّ القننا

قائد الخيلِ المذاكي شزَّباً

نخصب الهاماتُ منها الثنا

يعرف الفارس منهم بالحلى

فإذا عمّوا تنادوا بالكنى