ما للمطايا تكثر الحنينا

ما للمطايا تكثر الحنينا

كأنّها فاقدةٌ قرين

أثقلها الوجد فلو أمكنها

ما حملتْ نضوَ جوى حزينا

تشتاقُ يبرين وكم من عاشقٍ

يشتاقُ مثل شوقها يبرينا

فمن شكا قبيح الفراقِ جاهداً

فإنما أشكو الحسان العينا

ضعائفٌ ما لي بها من قوة

بواسمٌ قد أبكت العيونا

لأسقيت أرض الحمى فيغرها

لا تنبتُ الأقمار والغصونا

وبأبي بيضاءُ ودَّ الورق لو

تأخذ عنها سجعها الموزونا

تجدُّ أو تمجنُ أحياناً فما

أحسنَ ذاكَ الجدَّ والمجونا

واتخذت من شعرها سلاسلاً

للقلب مذ جنَّ بها جنونا

كالدّعصِ ردفاً والأقاحي مبسماً

والشمسِ وجهاً والقضيبِ لينا

لا واللحاظِ الفاتراتِ ليس لي

من سلوةٍ وشرفتْ يميناً

ضنينةٌ بالحسن أعدتْ خلقي

فصرتُ من وجدي بها ضنيناً

تهزُّ رمحَ قدّها فلا انثنى

يوماً سوى قلبي به طعيناً

إيهاً ودعني من أحاديث الهوى

إنَّ الحديثَ محدثٌ شجونا

بيتا على العيس وقد جدَّ السُّرى

نبكي من البين وتشكو البينا

نحثّها بالزفرات لا ونتْ

فتسبق السائق والحادينا

وكيف لا تنجو على بعد المدى

خفائفٌ بنفسي حدينا

جاذبها الشوقُ وأنضاها الأسى

فخلّها تجاذب البرينا

تحسب أنَّ بحرَ دمعي ناضب

لا والذي أنشأها سفيناً

أو أنَّ مثلاً للعزيزِ كائنٌ

لعزَّ ما يحسب أن يكونا