وردت أحاديث العذيب مع الصبا

وردت أحاديث العذيب مع الصَّبا

فشفت فؤاداً بالوشاة معذِّبا

يا نفحة وردت إلىَّ بشارة

أهلاً وسهل بالبشير ومرحبا

كم قد ركبت إليَّ ليلاً أدهماً

لا تمتطي وركضت صبحاً أشهبا

تلقى الملامة فيك بالياً

وتعنّف العذّال قلباً قلباً

فسلي الثرى عن ادمعي وسيل الد

دجىُّ عن مضجعي وعن سهاد الكواكبا

والقي بالأخبار غزال كناسه

فأراه إلاّ عنك بات محجبا

في مثله يصبو الحليم صبابةٌ

ومن العجائبِ إن يلامَ إذا صَبا

يا غانياً بلحاظه عن سيفهِ

ولوحظ أمضى عن مضاربه شبا

دع ما بجفنك ما بجفنك قاتلٌ

ماذا الذي تبغي الظباء من الظبي

كالغصن لولا أن يقال له ذوا

والبدر لولا أن يقال له خبا

في جفنهُ لا تستفيق من الضَّنى

وقوامه نشوانُ من الخمرِ الصّبا

أبداً يمينُ ولا يميلُ لعاشقٍ

يشكو فيمنح جفوةَ وتجنُّب

القاهُ معتذراً أُناشد صفحهُ

عني وإن كان المسيءَ الُمذنبا

ومتى سألتُ الوعدَ منهُ فإَّنما

حاولتُ برقاً في الحقيقة خُلَّبا

عجباً لطَّتهِ وضوء جبينهِ

أو ما ترى صبحاً أقام وغيهبا

ولماءِ وجنتهِ وماءِ حياتهِ

تعتادهُ فتزيد منهُ تلهُّبا

صلفٌ تعجَّبَ من وفاة تجلّدي

وأرى حياتي في هواه أعجبا

شمسَ الزمانُ عليَّ فيهِ وإنما

بالصَّاحب استثنى الوفاق فأصبحا

لندى صفيّ الدين أخصب مربعي

قبل السؤال وكان يبساً مجدبا

كم نابني خطبٌ ففلَّل نابهُ

دوني وقلَّمَ ظفرهُ والمخلَبا

وشفى ضنايَ وما شكوتُ سقامهُ

وسقى ثنايَ ندى يديهِ فأخصبا

ذو المجد حطَّ على السِّماك رحالهُ

وبنى القباب على ذُراه وطنَّباُ

سهلُ الخليقةِ أنسأت هزَّاتٌ نائلـ

ـهِ زياداً في الصباح ومُصعبا

ملَك العدى فحياتهم إِما عفا

ومماتهم وحتوفهم أن يغضبا

فهو الحياة غداةَ يُلقى باسماً

ويحول موتاً إِذ يحول مقطَّبِا

بدر السماء المجتلى ثمر الأما

ني المجتنى ربُّ المعالي المجتنى

يَثني العداةَ كتابهُ فكأنما

بعث الجيوش إلى العداةِ وكتَّبا

أسدي ندًى وأَشدَّ أَيداً من بني

الدنيا وانكب للحوداث منكبا

يغنيك عن خُود الغمام إذا حبا

ويريك طيشاً في الجبال إذا احتبى

قل للحسود انصب فلستَ بوادعٍ

الله أشقى حاسديه واتبعا

هو في الأيام ممدَّحٌ وأبوه

مات مؤَّبنا وأراك أنت مؤنَّبا

أين الضلال من الهدى أين الصباح من

الجىَّ أين الجبال من الَهبا

حسُنت بهِ الأَيام بعد سماجةٍ

فينا وعاتبنا الزمان فأعتبا

تأتيهِ منبسطاً كأَنك عاتبٌ

ويجود معتذراً كأن قد أذبنا

يا سيّد الوزراء دعوةَ خائفٍ

أنزلتهُ حيث الغنى فتأَشبا