ولقد نزلت من الجزيرة منزلاً

ولقد نزلتُ من الجزيرة منزلاً

شملُ السرور بمثله يتجمَّعُ

خضل الثرى نديتْ ذيول نسيمه

فالمسك من أردانه يتضوَّع

رقصتْ على دولابه أغصانه

فلها به ساقٍ هناك ومسمع

والمدُّ مدُّ النيل ذائبُ عسجدٍ

يغني البلاد فأهلها لاتخشع

ما ضرَّها إنَّ السَّماءَ جبينها

جهمٌ وإنَّ عيونها لا تهمع

يمسي دروعاً بالصَّبا موضونةً

ويظلُّ ما سكنتْ سيوفاً تلمع

نزل الشتاءُ بها وهيفُ غصونها

خضرُ الملابسِ والحمائم تسجع

خلعتْ عن الدنيا ثيابَ ربيعها

في مثلهِ وعلى ثراها تخلع

وبها لآفواه الآقاحي معْ أزا

هرها حديثٌ بالمناخر يسمع

والعيد قد وافى وليس لمثله

إلا بمثل ربوعها مستمتع

فادعُ المشوقَ إليك أوَّل مرَّة

ولك الآمانُ بأنه لا يرجع

ولقد شقيت بوصل خودك ليلة

طالت فكان ظلامها لا ينفدُ

سوداء حالكة تلقَّبُ وردةً

وعجيبة الأيام ورد أسود