ولم أر يوماً كان أبهج منظراً

ولم أرَ يوماً كانَ أبهج منظراً

زمن البرزخ المشهود لو كنتَ تعلمُ

غداً حاجزاً ما بين ضدّين لم تزل

جوامعُ فكري فيهما تتقسّم

وكان رداءُ الملح أزرقَ مصمتاً

وها ردنهُ بالعذب أزرقُ معلم

ظللنا نفضّ الهمَّ في جنباته

ونجمع أشتات السرور وننظم

يعرّض موجُ البحر لا عن مودَّة

إلينا خدوداً بالمجاذيف تلطم

ويعدو بنا جون الإهاب بحلبةٍ

يكرس بأدناها كميتٌ وأدهم

يزيد نشاطاً حين يدنى عنانه

ويهدي إلى الغايات والليل مظلم

ويركض أن خيف الونى في انحداره

فيطغى ولا يشكو ولا يتألم

ورحنا وشادينا يهزُّ قزامهُ

كما اهتزَّ رمحٌ زان أعلاهُ لهذم

وراووقنا يبكي بمرجان دمعه

وكاساتها عن لؤلؤٍ تتبسّم

وقد ألجمتنا صمتة السكر والحجى

وأحشاؤنا من لذَّةٍ تترنم