يا حبذا زمن الوصال آيب

يا حبَّذا زمنُ الوصال آيبِ

وتألّف الأحباب بعد تجانبِ

وتبتسمُ الأيام بعد تجهُّمٍ

وتثبت الأحداث بعد تواثب

عاد الزمان كما عهدتُ إلى الرضا

وأزال بالإعتاب عتبَ العاتبِ

وصفتْ موارد عيشتي وحلت بها

بعد الترنُّق سائغاتُ مشاربي

فركضتُ طرف اللهو غير مفكّرٍ

وسرحت في روض السرور ركائبي

من بعد ما ضاق الشآم وأزمعت

مصراً نجائبُ ذي فؤادٍ واجبِ

وتبرحتْ غيدُ المنى وتأرَّجتْ

ريحُ الغنى وافترَّ ثغرُ مآربي

هي عادة الأيَّام تمنع جانباً

وتبيح للمنوع أمنع جانبِ

والدهر ليس بلازب حدثانهُ

فيه كما ليس السُّرور بلازبِ

وتنقُّلُ الأحوال في أحواله

ما زلتُ أحسبها أنامل حاسبِ

فلذاك لم أفرح بيومٍ مذهبٍ

فيه ولم أترح لضيقِ مذاهبي