دل على المجد من إليه سعى

دَلَّ عَلى المَجدِ مَن إِلَيهِ سَعى

كَيلا يَدَع في فَضيلَةٍ طَمَعا

قَد عَجَزَ الوَهمُ في طَريقِكَ أَن

تَسعى وَضاقَ الزَمانُ أَن يَسَعا

فَاِعتَرَفَ الناسُ طائِعينَ وَلَو

دوفِعَ ضَوءُ الصَباحِ ما اِندَفَعا

فَالأَمنُ وَالعَدلُ يا مُفيضَهُما

عَلى جَميعِ الأَنامِ قَد جُمِعا

بَينَ دِماءٍ أَرَقتَها طَلَبَ ال

أَجرِ وَأُخرى حَقَنتَها وَرَعا

وَباطِلٍ ظَلَّ في زَمانِكَ مَد

حوضاً وَحَقٍّ بِحُكمِكَ اِرتُجِعا

فَضائِلٌ في البِلادِ قَد شُهِرَت

حَتّى اِستَوى مَن رَأى وَمَن سَمِعا

ذُدتَ خُطوباً لَوَ اِنَّها نَزَلَت

يَوماً بِطَودٍ أَشَمَّ لَاِنصَدَعا

فَآمَنَ الخائِفينَ خَوفُ سُطىً

بِها رَدَعتَ الزَمانَ فَاِرتَدَعا

زَمَمتَهُ زَمَّكَ العَنودَ وَلَو

مَكَّنتَهُ مِن زِمامِهِ رَتَعا

حَتّى اِنبَرى خاضِعاً وَلا عَجَبٌ

أَيُّ عَظيمٍ لَدَيكَ ما خَضَعا

وَأَيُّ أَرضٍ حَمَيتَ فَاِبتُذِلَت

وَأَيُّ شَيءٍ أَرَدتَ فَاِمتَنَعا

وَأَيُّ جانٍ لَجَّ العِثارُ بِهِ

فَلَم يَقُل صَفحُكَ الجَميلُ لَعا

يا مَن مُلوكُ الزَمانِ قاطِبَةً

قَد أَصبَحوا حَولَ قَصرِهِ دُفَعا

لَم يَجِدِ الراغِبونَ مُنفَسَحاً

عَنكَ وَلا الراهِبونَ مُندَفَعا

فَشاعَ في سائِرِ القَبائِلِ إِن

عامُكَ حَتّى اِرتَبَطتَها شِيَعا

وَاِتَّخَذَت في جِنانِ جودِكَ مُص

طافاً وَمَشتىً لَها وَمُرتَبَعا

إِنَّ أَميرَ الجُيوشِ مَن فَرَعَ ال

مَجدَ فَأَضحى عَلَيهِ مُطَّلِعا

قَضى بِحُكمِ الكِتابِ مُتَّبِعا

وَأَظهَرَ المُعجِزاتِ مُبتَدِعا

إِن شَفَعَ الحاضِرونَ حَضرَتَهُ

أَو أَجزَلَ البَذلَ بِالنَدى شَفَعا