آليت إلا أن تسير مع الفضل

آلَيتُ إِلّا أَن تَسيرَ مَعَ الفَضلِ

وَأَزمَعتَ إِلّا أَن تَصُمَّ عَنِ العَذلِ

فَنُبتَ مَنابَ البَدرِ في لَيلَةِ السُرى

وَقُمتَ مَقامَ الوَبلِ في البَلَدِ المَحلِ

وَأَضرَمتَ نارَ الطَعنِ في ثَغرَةِ العِدى

وَأَجرَيتَ ماءَ النَصرِ في صَفحَةِ النَصلِ

وَسَوَّيتَ بَينَ القَولِ وَالفِعلِ في العُلى

فَمِن مَنطِقٍ جَزمٍ وَمِن نائِلٍ جَزلِ

فَحَيَّت أَبا يَحيى ذَراكَ غَمامَةٌ

صَقيلَةُ ثَغرِ البَرقِ وارِفَةُ الظِلِّ

تُجَرِّرُ أَذيالَ الرَبابِ عَلى الرُبى

وَيَمشي بِها واني النَسيمِ عَلى رِسلِ

وَلَيسَ سِوى تِلكَ الصَرامَةِ صارِمٌ

وَلا غَيرَ هاتيكَ البَشاشَةِ مِن صَقلِ

فَطُل عُمُرَ الدُنيا وَطَأ قِمَمَ العِدى

وَخَيِّم مَعَ العَليا وَحُز قَصَبَ الخَصلِ

وَمُنَّ بِها أَندى نَسيماً مِنَ الصَبا

أَصيلاً وَأَحلى مَوقِعاً مِن جَنى النَحلِ

وَلا تَحتَقِرها مِن يَدٍ لَكَ بَرَّةٍ

فَلِلطَلِّ مَعنىً لَيسَ لِلمَطَرِ الوَبلِ