أحس المدامة والنسيم عليل

أَحُسُّ المُدامَةَ وَالنَسيمُ عَليلُ

وَالظِلُّ خَفّاقُ الرِواقِ ظَليلُ

وَالنورُ طَرفٌ قَد تَنَبَّهَ دامِعٌ

وَالماءُ مُبتَسِمٌ يَروقُ صَقيلُ

وَتَطَلَّعَت مِن بَرقِ كُلِّ غَمامَةٍ

في كُلِّ أُفقٍ رايَةٌ وَرَعيلُ

حَتّى تَهادى كُلُّ خوطَةِ أَيكَةٍ

رَيّا وَغَصَّت تَلعَةٌ وَمَسيلُ

عَطَفَ الأَراكَةَ فَاِنثَنى شُكراً لَهُ

طَرَباً وَرَجَّعَ في الغُصونِ هَديلُ

فَالرَوضُ مُهتَزُّ المَعاطِفِ نَغمَةً

نَشوانُ يَعطِفُهُ الصَبا فَيَميلُ

رَيّانُ فَضَّضَهُ النَدى ثُمَّ اِنجَلى

عَنهُ فَذَهَّبَ صَفحَتَيهِ أَصيلُ

وَاِرتَدَّ يَنظُرُ في نِقابِ غَمامَةٍ

طَرفٌ يُمَرِّضُهُ النُعاسُ كَليلُ

ساجٍ كَما يَرنو إِلى عُوّادِهِ

شاكٍ وَيَلتَمِحُ العَزيزَ ذَليلُ