أرقت على الصبا لطلوع نجم

أَرِقتُ عَلى الصِبا لِطُلوعِ نَجمٍ

أُسَمّيهِ مُسامَحَةً مَشيبا

كَفاني رُزءَ نَفسٍ أَن تَبَدّى

وَأَعظَمُ مِنهُ رُزءاً أَن يَغيبا

وَلَولا أَن يَشُقُّ عَلى الغَواني

لَلاقَيتُ الفَتاةَ بِهِ خَضيبا

فَلَم أَعدَم هُناكَ بِهِ شَفيعاً

إِلى أَمَلٍ وَلَم أَبرَح حَبيبا

غَريبَةُ شَيبِ فَودٍ إِن تَراخَت

حَياتي آلَ أَسوَدُهُ غَريبا

شَنِئتُ بِمُجتَلاها النورَ حَتّى

شَنِئتُ بِمُجتَلى النورِ القَضيبا

وَعِفتُ كَراهَةً لِلشَيءِ شَيئاً

يَكونُ لَهُ شَبيهاً أَو نَسيبا

وَأَيَّةُ شَيبَةٍ إِلّا نَذيرٌ

وَهَل طَرَبٌ وَقَد مَثَلَت خَطيبا

وَبُؤتُ بِحَملِها مِن غَيرِ خَطبٍ

كَأَنّي قَد حَمَلتُ بِها عَسيبا

وَمِلتُ مَعَ الشَبابِ عَنِ التَصابي

وَكَيفَ بِهِ وَقَد طَلَعَت رَقيبا

وَقُلتُ الشَيبُ لِلفِتيانِ شَينٌ

كَفى الأَحداثَ شَيناً أَن تَشيبا

فَلا تَطمَح إِلى فَودي غُلاماً

غَريراً أَو اِغشِني كَهلاً أَريبا

فَأَحسَنُ مِن حَمامِ الشَيبِ عِندي

غُرابُ شَبيبَةٍ أَلِفَ النَعيبا

يَطيبُ بِنَفسِهِ عِندَ الغَواني

فَيَغنى عَن فَتيتِ المِسكِ طيبا

وَتَرعى مِنهُ عَينُ الظَبيِ شُهباً

لَها فَيُسالِفُ الظَبيَ الرَبيبا

وَبَينَ العَينِ وَالشَعرِ اِشتِباكٌ

كَريمٌ يَقتَضي نَسَباً قَريبا