ألا سرت القبول ولو نسيما

أَلا سَرَتِ القَبولُ وَلَو نَسيما

وَجاذَبَني الشَبابُ وَلَو قَسيما

وَطالَعَني الظَلامُ بِهِ خَيالاً

فَأَقبَلَ ناظِري وَجهاً وَسيما

تَقَضّى غَيرَ لَيلٍ ماتَقَضّى

كَأَنَّ بِمَضجَعي فيهِ سَليما

أُصانِعُ طَرفاً قَد تَجافى

غِرارَ النَومِ أَو قَلباً أَليما

كَأَنّي ما أَلِفتُ بِهِ شَفيعاً

هُناكَ وَلا طَرِبتُ لَهُ نَديما

فَمَهما شاقَ مِن بَرقٍ مَليحٍ

أَرِقتُ لَهُ أُناجيهِ كَليما

وَأَسأَلُ هَل سَقى طَلَلاً بِحَزوى

عَفا قِدماً وَهلَ جادَ الغَميما

وَأَنشَقُ لَوعَةً لِعَرارِ نَجدٍ

صَبا نَجدٍ أُسائِلُها شَميما

وَكُنتُ رَجَوتُ أَن أَعتاضَ مِنهُ

زَعيماً أَو عَليماً أَو حَليما

وَلَمّا أَن نَظَرتُ مَعَ اللَيالي

فَلَم أَنظُر بِها إِلّا مُليما

عَباماً أَو كَهاماً أَو جَهاماً

لَئيماً أَو ذَميماً أَو زَنيما

شَدَدتُ عَلى القَوافي كَفَّ حُرٍّ

كَريمٍ لا يُسَوِّغُها لَئيما

فَما أُطري إِذا أَطرَيتُ إِلّا

حَمِيّاً أَو حَبيباً أَو حَميما

وَمَطروراً أُجَرِّدُهُ صَقيلاً

وَيَعبوباً أَُكَرِّبُهُ كَريما

إِذا أَقبَلتُهُ سُمرَ العَوالي

فَلَستُ أَرُدُّهُ إِلّا كَليما

وَقَد لَفَّ العَدُوَّ كَأَنَّ ريحاً

عَلى شَرَفٍ تَلُفُّ بِهِ هَشيما

يَشيمُ بِهِ وَراءَ النَقعِ بَرقاً

تَأَلَّقَ شُهبَةً وَصَفا أَديما

إِذا أَوطَأتُهُ أَعقابَ لَيلٍ

طَرَدتُ مِنَ الظَلامِ بِهِ ظَليما