ألا فضلت ذيلها ليلة

أَلا فَضَلَت ذَيلَها لَيلَةٌ

تَجُرُّ الرَبابُ بِها هَيدَبا

وَقَد بَرقَعَ الثَلجُ وَجهَ الثَرى

وَأَلحَفَ غُصنَ النَقا فَاِحتَبى

فَشابَت وَراءَ قِناعِ الظَلامِ

نُواصي الغُصونِ وَهامُ الرُبى

فَمَهما تَيَمَّمتُ خَمّارَةً

رَكِبتُ إِلى أَشقَرٍ أَشهَبا

وَحَيَّيتُ جانِبَها طارِقاً

فَقالَت تُجيبُ أَلا مَرحَبا

وَقامَت بِأَجيَدَ مِن كَأسِها

لِأَوقَصَ مِن دَنِّها أَحدَبا

فَجاءَت بِحَمراءَ وَقّادَةٍ

تَلَهَّبُ في كاسِها كَوكَبا

عَثَرتُ بِذَيلِ الدُجى دونَها

فَأَضحَكتُ ثَغراً لَها أَشنَبا

وَقَد مَسَحَ الصُبحُ كُحلَ الظَلامِ

وَأَطلَعَ فَودُ الدُجى أَشيَبا