تهاداني لذكركم ارتياح

تَهاداني لِذِكرِكُمُ اِرتِياحُ

فَبِتُّ وَكُلُّ جانِحَةٍ جَناحُ

وَدَمعي جِريَةً مَطَرٌ تَوالى

وَجِسمي هِزَّةً غُصنٌ يَراحُ

أَإِخواني وَلا إِخوانَ صِدقٍ

أُصافي بَعدَكُم إِلا الصِفاحُ

لِحُسنِ الصَبرِ دونَكُمُ حِرانٌ

وَلِلعَبَراتِ بَعدَكُمُ جِماحُ

فَدَيتُكُمُ بِنَفسي مِن كِرامٍ

يَهُزُّ بِهِم مَعاطِفَهُ السَماحُ

أَرى بِهِمِ النُجومَ وَلا ظَلامٌ

وَأَوضاحَ النَهارِ وَلا صَباحُ

تَخايَلُ نَخوَةً بِهِمِ المُذاكي

وَتَعسِلُ هِزَّةً لَهُمُ الرِماحُ

لَهُم هِمَمٌ كَما شَمَخَت جِبالٌ

وَأَخلاقٌ كَما دَمِثَت بِطاحُ

وَجارِيَةٍ رَكِبتُ بِها ظَلاماً

يَطيرُ مِنَ الرِياحِ بِها جَناحُ

إِذا الماءُ اِطمَأَنَّ فَرَقَّ خَصراً

عَلا مِن مَوجِهِ رِدفٌ رَداحُ

وَقَد فَغَرَ الحَمامُ هُناكَ فاهُ

وَأَتلَعَ جيدَهُ الأَجَلُ المُتاحُ

فَما أَدري أَمَوجٌ أَم قُلوبٌ

وَأَنفاسٌ تُصَعِّدُ أَم رِياحُ