سقيا ليوم قد أنخت بسرحة

سَقِياً لِيَومٍ قَد أَنَختُ بِسَرحَةٍ

رَيّا تُلاعِبُها الشَمالُ فَتَلعَبُ

سَكرى يُغَنّيها الحَمامُ فَتَنثَني

طَرَباً وَيَسقيها الغَمامُ فَتَشرَبُ

يَلهو فَتُرفَعُ لِلشَبيبَةِ رايَةٌ

فيهِ وَيَطلُعُ لِلبَهارَةِ كَوكَبُ

وَالرَوضُ وَجهٌ أَزهَرٌ وَالظُلُّ فَرعٌ

أَسوَدٌ وَالماءُ ثَغرٌ أَشنَبُ

في حَيثُ أَطرَبَنا الحَمامُ عَشِيَّةً

فَشَدا يُغَنّينا الحَمامُ المُطرِبُ

وَاِهتَزَّ عِطفُ الغُصنِ مِن طَرَبٍ بِنا

وَاِفتَرَّ عَن ثَغرِ الهِلالِ المَغرِبُ

فَكَأَنَّهُ وَالحُسنُ مُقتَرِنٌ بِهِ

طَوقٌ عَلى بُردِ الغَمامَةِ مُذهَبُ

في فِتيَةٍ تَسري فَيَنصَدِعُ الدُجى

عَنها وَتَنزِلُ بِالجَديبِ فَيَخصِبُ

كَرُموا فَلا غَيثُ السَماحَةِ مُخلِفٌ

يَوماً وَلا بَرقُ اللَطافَةِ خُلَّبُ

مِن كُلِّ أَزهَرَ لِلنَعيمِ بِوَجهِهِ

ماءٌ يُرَقرِقُهُ الشَبابُ فَيَسكُبُ