وأراكة ضربت سماء فوقنا

وَأَراكَةٍ ضَرَبَت سَماءً فَوقَنا

تَندى وَأَفلاكُ الكُؤوسِ تُدارُ

حَفَّت بِدَوحَتِها مَجَرَّةُ جَدوَلٍ

نَثَرَت عَلَيهِ نُجومَها الأَزهارُ

وَكَأَنَّها وَكَأَنَّ جَدوَلَ مائِها

حَسناءُ شُدَّ بِخَصرِها زِنّارُ

زَفَّ الزُجاجُ بِها عَروسَ مُدامَةٍ

تُجلى وَنُوّارُ الغُصونِ نِثارُ

في رَوضَةٍ جِنحُ الدُجى ظِلٌّ بِها

وَتَجَسَّمَت نَوراً بِها الأَنوارُ

غَنّاءَ يَنشُرُ وَشيَهُ البَزّازُ لي

فيها وَيَفتُقُ مِسكَهُ العَطّارُ

قامَ الغِناءُ بِها وَقَد نَضَحَ النَدى

وَجهَ الثَرى وَاِستَيقَظَ النُوّارُ

وَالماءُ مِن حَليِ الحَياءِ مُقَلَّدٌ

زَرَّت عَلَيهِ جُيوبَها الأَشجارُ