وظلام ليل لا شهاب بأفقه

وَظَلامِ لَيلٍ لا شِهابِ بِأُفقِهِ

إِلّا لِنَصلِ مُهَنَّدٍ أَو لَهذَمِ

لاطَمتُ لُجَّتَهُ بِمَوجَةِ أَشهَبٍ

يُرمى بِها بَحرُ الظَلامِ فَتَرتَمي

قَد سالَ في وَجهِ الدُجُنَّةِ غُرَّةً

فَاللَيلُ في شِيَةِ الأَغَرِّ الأَدهَمِ

أَطلَعتُ مِنهُ وَمِن سِنانٍ أَزرَقٍ

وَمُهَنَّدٍ عَضبٍ ثَلاثَةَ أَنجُمِ

إِن يَعتَكِر لَيلُ العَجاجَةِ تَستَتِر

أَو يَعتَرِض شَيطانُ حَربٍ تُرجَمِ

جاذَبتُهُ فَضلَ العِنانِ وَقَد طَغى

فَاِنصاعَ يَنسابُ اِنسِيابَ الأَرقَمِ

في خُضرِ عودٍ بِالأَراكِ مُوَشَّحٍ

أَو رَأسِ طَودٍ بِالغَمامِ مُعَمَّمِ

أَو بَحرِ نَحرٍ بِالحَبابِ مُقَلَّدٍ

أَو وَجهِ خَرقٍ بِالضَريبِ مُلَثَّمِ

حَتّى تَهادى الغُصنُ يَأطُرُ مَتنُهُ

طَرَباً لِشَدوِ الطائِرِ المُتَرَنِّمِ

وَكَأَنَّ ضَوءَ الصُبحِ رايَةُ ظافِرٍ

نَفَضَت بِهِ الهَيجاءُ نَضحاً مِن دَمِ