ومقنع بخلا بنضرة حسنه

وَمُقَنَّعٍ بُخلاً بِنَضرَةِ حُسنِهِ

أَمسى هِلالاً وَهوَ بَدرُ تَمامِ

قبَّلتُ مِنهُ أُقحُوانَةَ مَبسِمٍ

رَقَّت وَراءَ كُمامَةٍ لِثُمامِ

وَلَثَمتُ حُمرَةَ وَجنَةٍ تَندى حَياً

فَكَرَعتُ في بَردٍ بِها وَسَلامِ

وَبِكُلِّ مَرقَبَةٍ مَناخُ غَمامَةٍ

مِثلُ الضَريبِ بِها لِحاحُ لُغامِ

رَعَدَت فَرَجَّعَتِ الرُغاءَ مَطِيَّةٌ

لَم تَدرِ غَيرَ البَرقِ خَفقَ زِمامِ

أَوحَت هُناكَ إِلى الرُبى أَن بَشِّري

بِالرِيِّ فَرعَ أَراكَةٍ وَبَشامِ

وَكَفى بِلَمحِ البَرقِ غَمزَةَ حاجِبٍ

وَبِصَوتِ ذاكَ الرَعدِ رَجعَ كَلامِ

في لَيلَةٍ خَصِرَت صَباها فَاِصطَلى

فيها أَخو التَقوى بِنارِ مُدامِ

وَأَحَمَّ مُسوَدِّ الأَديمِ كَأَنَّما

خُلِعَت عَلى عِطفَيهِ جِلدَةُ حامِ

ذاكي لِسانِ النارِ يَحسِبُ أَنَّهُ

بَرقٌ تَمَزَّقَ عَنهُ جَيبُ غَمامِ

فَكَأَنَّ بَدءَ النارِ في أَطرافِهِ

شَفَقٌ لَوى يَدَهُ بِذَيلِ ظَلامِ