ويوم صقيل للشباب ظللته

وَيَومٍ صَقيلٍ لِلشَبابِ ظَلِلتُهُ

تَجُدُّ بِيَ الصَهباءُ فيهِ وَأَلعَبُ

رَطيبٌ بِأَنفاسِ الصِبا وَنَدى الصَبا

فَقَد رَقَّ حَتّى كادَ يَجري فَيَسكُبُ

تَوَضَّحَ في وَجهِ الصِبا مَبسِمٌ

وَأَشرَقَ في لَيلٍ مِنَ الشَيبِ كَوكَبُ

تَقَلَّبتُ فيهِ بَينَ أَعطافِ عيشَةٍ

كَما اِخضَرَّ يَندى أَبطَحٌ ظَلَّ يُعشِبُ

وَقَد هَزَّ مِن عِطفَي نَديمٍ وَخوطَةٍ

أَنينُ حَمامٍ أَو غُلامٌ يُطَرِّبُ

وَجِزعٌ بِأَنداءِ الغَمامِ مُفَضَّضٌ

وَذَيلٌ عَلَيهِ لِلعَشِيِّ مُذَهَّبُ

وَقَد جالَ مِن كَأسِ السُلافَةِ أَشقَرٌ

يُسابِقُهُ مِن جَدوَلِ الماءِ أَشهَبُ

بِرَوضٍ كَأَنَّ الغُصنَ يَزهى فَيَنثَني

بِهِ وَكَأَنَّ الطَيرَ يُسقى فَيَطرَبُ

قَدِ اِرتَجَزَ الرَعدُ المُرِنُّ بِأُفقِهِ

فَأَملى وَجالَت راحَةُ البَرقِ تَكتُبُ

كَأَنَّ لِسانَ البَرقِ فيهِ عَشِيَّةً

لِواءٌ خَضيبٌ أَو رِداءٌ مُذَهَّبُ