يا رب ليل بته

يا رُبَّ لَيلٍ بِتُّهُ

وَكَأَنَّهُ مِن وَحفِ شَعرِك

تَنهَلُّ مُزنَةُ دَمعَتي

فيهِ وَيَندى نَورُ ذِكرِك

أَتبَعتُ فيهِ وَقَد بَكيتُ

عَقيقَ خَدِّكَ دُرَّ ثَغرِك

وَشَرَقتُ فيكِ بِعَبرَةٍ

قَد وَرَّدَتها نارُ هَجرِك

فَكَأَنَّما يَنفَضَّ عَن

حَبَبٍ لَها رُمّانُ صَدرِك

وَلَرُبَّ لَيلٍ قَد صَدَعتُ

ظَلامَهُ بِجَبينِ بَدرِك

وَلَهَوتُ فيهِ بِدُرَّةٍ

مَكنونَةٍ في حُقَّ خِدرِك

تَندى شَقائِقُ وَجنَتَيكِ

بِهِ وَتَنفَحُ ريحُ نَشرِك

وَقَدِ اِستَدارَ بِصَفحَتي

سَوسانِ جيدِكِ طَلُّ دُرِّك

حَيثُ الحَبابَةُ دَمعَةٌ

تَجري بِوَجنَةِ كاسِ خَمرِك

وَتَهُزُّ مِنكِ فَتَنثَني

بِقَضيبِ قَدِّكِ ريحُ سُكرِك

وَتُعَبُّ مِن رَجراجِ رِدفِكِ

مَوجَةٌ في شَطِّ خَصرِك