أمنزل سعدى بالعذيب سقاكا

أمنزلَ سعدى بالعذيب سقاكا

مُلثُّ الحيا حتى يبلّ صداكا

صدىً كلما أدعو أجابَ كأننا

خلقنا على أطلالها نتشاكى

وربع محا ركض الجنائب رسمه

وجوم غوادي المرزمين دِرَاكا

وقفت أنادي الصبر في جنباته

ألا أينَ مغناها وأين غناكا

كأني بكثرِ الهمِّ أختم في الثرى

رهينة قلبٍ لا يحشّ فكاكا

يعزُّ على المشتاق يا طلل النقا

بلاه على حكم النوى وبلاكا

وما عن رضىً خفَّ القطين ثنيَّة

فأثبت في جسمي الضنا ومحاكا

وطيفٌ سرى للشامِ من أرضِ بابل

لأبعدت يا طيف الحبيب مدَاكا

وذكرتني العهد القديم على الحمى

رعى الله أيام الحمى ورَعاكا

فديتك طيفاً لا يذكر ناسياً

ولكن يزيد المستهام هلاكا

تصيَّدته والأفق مقتبل الدجى

تخال النجوم الزهر فيه شباكا

إلى أن تيقَّظنا على أرجٍ كما

بذكر شهاب الدين يفتح فاكا

إمامٌ إذا هزَّ اليراع مفاخراً

به الدهر قال الدهر لست هناكا

وقالت له العليا فداك ذوو العلى

وإن قلَّ شيء أن يكون فداكا

وقال زماني ما تضرُّ إساءتي

إذا استغفرت لي في الآثام يداكا

لكَ الله ما أزكَى وأشرف همَّةً

وأنجح في كسب العلوم سراكا

علوتَ فأدركتَ النجوم فصغتها

كلاماً ففقت القائلين بذاكا

وحزتَ معاني القول من كلِّ وجهةٍ

فأبق علينا نبذةً لثناكا

وحكتَ رقيق اللفظ منفرداً به

وقد قيل إن الروض حاكَ فحاكى

وجاوزت صوب الغيث في حلية الندى

فعبس لما جزته وتباكى

ولو لم تكن للجودِ في الناس آية

لما كانَ منهلّ الغمام تلاكا

متى تتميَّز مادحوك ولم تقل

من الوصفِ إلا ما تقول عداكا

تجاوزت أشتات المساعي إلى العلى

وزدت فأعيى الواصفين سناكا

وحقّك ما فوقَ البسيطة لاحقٌ

فقصر رعاكَ الله بعض خطاكا

مدحتكَ لا أبغي ثراءً بذلته

إليَّ ولكن رفعة بثراكا

بعيشك إلا ما تأمَّلت صفو ما

منحتك من ودِّي بعين رضاكا

فأقسمُ ما ضمَّت كحبّك أضلعي

ولا اسْتنشقت روحي كنشر هواكا

أكاد أطيق السيل أدفع صدره

ولا أدَّعي أني أطيق جفاكا

ومن ذا الذي يدري حُلا ما أقوله

سواكَ ومن يدري سوايَ حلاكا

تخذتك أنساً حين أوحشتْني الورى

وقلت لراءي المستقيم هناكا

يجدّد لي ذكرى كمالك نقصهم

كأنيَ من كلِّ الأنام أراكا

فلا وحماكَ الرَّحم لا بتّ مهدياً

حقائق أمداحِي لغير حماكا

بلى ربَّما آنست في الفكر فترةً

فجرَّبت فكري في مديحِ سواكا