أناعسة الأجفان أسهرت مكمدا

أناعسةَ الأجفانِ أسهرتِ مكمدا

عسى تكحلي عينيه بالخصر مرودا

فيا حبَّذا للخصر مرود عسجدٍ

جعلت عليه للذَّوائب إثمدا

لئن فهمت عيناكِ حالي معرّباً

لقد سلَّ منها الجفن سيفاً مهنَّدا

وإن كان فيك الحسن أصبح كاملاً

لقد أصبح اللاّحي عليك مبرَّدا

وإن كنت مع شيبي خليعَ صبابةٍ

فيا رُبَّ يومٍ من لقاكِ تجدّدا

ويا رُبّ ليلٍ فيه عانقت كاعباً

تذكر صدري نهدَها فتنهدا

وقيَّدني إحسانها بذوائبٍ

ومن وجد الإحسان قيداً تقيدا

فيا ليتها عندي أتمت جميلها

فتكتب في قيدي عليه مخلدا

زمان الصبى يا لهفَ حيران بعده

يظلّ على اللذاتِ في مصر مبعدا

ولو عاودت ذاكَ الشقيّ شبيبةٌ

لعاودَ ذياكَ النعيم وأزيدا

وأشهى إليه من رجوع شبابه

رجوعكَ يا قاضي القضاةِ مؤيدا

بدأت بحكمٍ وقت الخلق حمدَه

وعدْت فكان العودُ أوفى وأحمدا

وكان سرور اليوم في مصر قد فشا

فكيفَ وقد أنشأت أضعافه غدا

ولم أنس من دار السعادة صحبة

مباركةَ الاثنينِ تطلع أوحدا

مدائح لما كان ممدوح مثلها

تراه البرايا مفرداً كنتُ مفردا

أجيدٌ ويجدي عادتينا وإنما

لكل امرئٍ من دهره ما تعودا

فدتكم بني السبكيّ خلقٌ رفعتمو

فلا أحد إلا إذاً لكم الفداْ

ولا أحدٌ إلا خصصْتم برفدِكم

فلا فرق ما بين الأحبَّة والعدى

وما تخرج الأحكام عنكم لغيركم

فسيَّان من قد غاب منكم ومن بدا

فلو وكفانا الله وُليَ غيركم

لما راح في شيء يجيد ولا غدا

وما الشام إلاَّ معلم قد ملأته

بعدلك أحكاماً وعلمك مقتدى

حكمت بعدلٍ لم تدعْ فيه ظالماً

وصلت بعلمٍ لم تدعْ فيه ملحدا

وجدت إلى أن لم تدعْ فيهِ مقتراً

وسدت إلى أن لم تذَر فيه سيدا

وأعطيت في شرخ الصبا كلّ سؤدد

إلى أن ظننَّا أنَّ في المشيب أسودا

يقولُ ثناء الخرْرَجيّ وقومه

لعمرك ما سادت بنو قيلةٍ سدا

ولا عيبَ في أثناء عيبة يلتقي

سوى سؤدد يضني وشاةً وحسدا

فدونكها علياء فيكم تردَّدت

وعزم اختيارٍ فيكُم ما تردَّدا

وهنئتها أو هنئت خلعاً إذا

أضاءَت فمن أطواقها مطلعُ الهدى

وإن أزهرت بيضاً وخضراً رياضها

وفاحت ففي أكمامها سحب الندى

إذا ابن عليّ سار في الشعرِ ذكره

فقل حسناً زكَّى قصيداً ومقصدا

جواداً أتينا طالباً بعد طالب

فهذا اجْتذى منه وهذا به اقْتدى

مسافرة أموالهُ لعفاتهِ

كأنَّ الثنا حادٍ بأظعانها حدا

له في العلى بابٌ صحيحٌ مجرَّبٌ

لعافٍ رجا خيراً وعادٍ قد اعتدى

فللهِ ما أشقى الحسود بعيشةٍ

لديه وما أهنى الفقير وأسعدا

وكم قابلت رجوايَ حالاً حسبته

فضاعف لي ذاك الحساب وعدَّدا

وكم نقدةٍ من تبره ولجينه

تخِذْتُ لديها كالنجم مرصدا

رأيتُ بنقديهِ بياضاً وحمرةً

فقلتُ ليَ البشرى اجتماعٌ توَلدا

وسدت على نجل الحسين بمدحِ من

سأثقلُ أفراسي بنعماه عسجدا

أأندى الورى كفاه وجهة ذي حيا

على أنَّه أجدى وجاد وجوَّدا

أغارَ على حالي الزمانُ بعسفه

ولكن ندى كفَّيك في الحال أنجدا

وما كنتُ أبغي في المعيشةِ مرفقاً

فكم من يدٍ في الجودِ اتبعتها يدا

حلفتُ بمن أنشا بنانك والحيا

لقد جدت حتى المجتدِي بك يجتدى

ومن قطع الأطماع من كلّ حاسدٍ

لقد زدت حتَّى ما يكون محسدا

ولا خبرٌ في الحلمِ والعلمِ والثنا

تجاه الورَى إلاَّ وذكرك مبتدَا

فعشْ للعلى تاجاً يليق بمثلهِ

فريد الثنا ممَّن أجادَ منضَّدا

تردُّ الرَّدى عنكَ المحبُّون فدية

تكون لهم في التربِ مجداً مؤيَّدا

ولا أرْتضي موت العداةِ فإنهم

ببقياك في عيشٍ أمرُّ من الردى