أوجهك أم جنة عالية

أوجهك أم جنَّة عاليَة

قطوف لرائيها دانيه

ومبسمك العذب أم بارقٌ

تحثُّ سحائب أجفانيه

بروحيَ مالكة للحشا

دموعيَ من حلقِها جاريه

ووالية قد كدِّرت بالجفا

حياتي فيا ليتها القاضيه

معذّبة القلب في حبِّها

لتهنك عيشتك الراضيه

لأرخص دمعي غداة السرا

تأرِّج أنفاسك العاليه

فلله رائحة من شذاكَ

حياتيَ من أجلِها غاديه

غنَّيت بحسنك عن واصفٍ

وما كلُّ غانيه غانيه

ووافقني في طريق الردى

حسام لواحظك العاديه

وشقّ السهاد سما مقلتي

فيومئذ أضلعي واهيه

وزادت جنوني ذات الدلال

وليسَ المدامع بالرَّاقيه

ورُبَّ عذول على حبِّها

عصيت ملامته الناهيه

فقالَ وأحنقَ في غيظِهِ

أقوم فقلت إلى الهاويه

أطيع وقد قالَ لي باطلاً

وأين سلويَ والواشيه

فقدتك ناصية للوشاة

فاًنَّك كاذبة خاطيه

أرى الحبّ يا صاحبي خلَّة

تدلُّ على رقِّة الحاليه

فدع قلبي الصبّ يغشى الردى

وتقتله الفئة الباغيه

ذكرتُ الشباب وأقمارهُ

جوانح للمَّة الدَّاجيه

وروضاً كأنَّ سقاه المدام

تبتري سواقيه الجاريه

تولَّى الزمانُ بهذا وذا

فلم يبقَ ساقٍ ولا ساقيه

وطوَّح بي الدهرُ في غربةٍ

صُليت بنيرانِها الخاميه

كأنيَ خارج خط استواء

فما ليَ في ظلِّها زاويه

طروسيَ ناشرة فضلها

وبالجوعِ لي مهجة طاويه

أضيع وقد ضاعَ من منطقي

شذا ما بدا قبل في الباديه

عسى كرم الأفضل المرتجى

يوقع في قصَّتي الشاكيه

مليك له سورٌ في الثنا

تظلُّ السراة لها جافيه

وبأس تبيت عيون الجرا

ح لهيبته في الوغى داميه

وإيضاح رأي بنحوِ العلى

قضاياه شافية كافيه

وعفو يقول لساري الذنو

ب إلى جبلِ الحلم يا ساريه

ولفظ يقرِّط أسماعنا

بما لا رأت مثله ماريه

وجود ينقص جود الحيا

موازين أنعمه الوافيه

فخذْ من قواعد أكياسه

ودعْ لندى حاتم الماشيه

له الله من سائر المكرما

ت وأطواد سؤدده راسيه

متيَّمة بالعلى نفسهُ

وعين السهى تحتها ساهيه

وحاكمة بين حسَّاده

وقصَّادِه يدهُ الساميه

فهاتيك خائفة بأسها

وهذي لأنعمها راجيه

تظلّ على العسر أقلامه

فتأخذه أخذة رابيه

سمعنا محاسن قوم ولا

كمثل محاسنه البادِيه

من القومِ تمحى نجوم السما

وآثار سؤددهم باقيه

رياض محامدهم غضَّة

والسحب عوارفهم هاميه

أأزكى الورَى أسرة برّه

وأسعدهم همَّة عاليه

إليك بعثتُ وفود الرجا

ووجَّهت همَّتيَ القاصيه

وأمَّلت برّك دون الورَى

زمان يديْ عنهمُ نائيه

دعاني سواك لعين النوال

فقلت على عينك الرَّاقيه

وكانَ المؤيد ثمَّ انْقضى

فأيَّدَ مطالبي العانيه

وخذها عقلة مدح على

بني الشعر رتبتها عاليه

بحقِّ الركوب لمن قالها

على عنق الضِّدِّ بالغاشيه

يتيمة فكر امرئٍ يرتجي

كفالة أيامه الماضيه