البرق في كانونه قد نفخ

البرق في كانونه قد نفخ

والثلج في جيب الغوادي نفخ

قد زمجرَ الرعدُ بآفاقهِ

كأنَّه ممَّا دهاه صرَخ

هذا وقوسُ النوْءِ في أفقه

كأنما قد نصبوا منه فخ

قد شدَّ عقداً عالياً أو بنى

قنطرةً في الحالِ ثمَّ انْفسخ

والأرضُ كالمنفوشِ أو هذه

خميرة من فوقه قد لطخ

لم تبقَ أرضٌ قد زكَا زَرعها

حتَّى طواها ثمَّ ردَّ السبخ

وامتلأ الوادي بإمدادهِ

كأنَّه القربةُ ممَّا انْتفخ

وجاءَنا النوءُ بإرعابه

لا شكَّ أنَّ النوءَ ممَّا بذخ

بحرٌ من القدرةِ لكنه

من كلِّ عينٍ للبواكِي نضخ

وسحبهُ تفتح أبوابها

والبرقُ فيما بيننا كالخوَخ

وبانَ في الطودِ وعرنينه

بما كساه شممٌ أو طبخ

وكلنا منتثرٌ لحمهُ

وهو على كانونه قد طبخ

دامت ليالي الثلج لا أصبحت

ولا نهارٌ بأذاهُ الْتطخ

وحكمت فيه أيادِي الحيا

ولا أجابَ الله ممَّا اصطرخ

ومكنت فيه مدى برقه

حتَّى أرى من جلدهِ ما انْسلخ

هل مطر يغسل في الأرضِ من

بياضه أسود هذا الوسخ

وهل أرى ريحاً وقد زعزعت

في الطرقِ منه كلّ طود رسخ

وهل فتىً يشكى إليه الذي

تمَّ له أدراج تتلى وبخ

بلى جمالُ الدينِ أنعم به

مولىً كريماً ونسيباً وأخ

لو قابلت سنوننا شمسه

أو نوءها أبصرته قد نسخ

جاء جواب منه كم حافظٍ

له وكم ربّ بديعٍ نسخ

فدامَ ما امْتدَّ رداء الدجى

مدبراً بالنجمِ ثم انْسلخ