صيرني في كل واد أهيم

صيرني في كلِّ وادٍ أهيم

من حظّ قلبي منه هاءٌ وميم

مبخل يشبه ريم الفلا

وأطول شجوي من بخيل كريم

لم أنس في حبه كم ليلةٍ

خلّفني أرعى دجاها البهيم

نظرت في أنجمها نظرةً

فقال لي جسميَ أني سقيم

شوقاً لمن لست على حبّه

بصالح لكنّ قلبي كليم

بدر على غصنٍ جديد الحيا

فخلّ عرجون الهلال القديم

وأقسم بواو القسم الصدق من

صدغيه أن ليس له من قسيم

ولا تخلني سامعاً لومةً

أعوذ بالله السميع العليم

في شرعة البين وحكم الأسى

جفنٌ نزوحٌ وغرامٌ مقيم

وثابت الودّ لديغ الحشا

يأتي إلى الله بقلبٍ سليم

يا روضة تجني بألحاظها

فتجتني حرّ الشقا من نعيم

كن كيفما شئت وعن مهجتي

فلا تسل عن حال أهل الجحيم

ما الشمس إلا وجهك المجتلى

وما الحيا إلا ندى ابن العديم

كمال دين الله من غيثه

قد ألحق النائي بخصب المقيم

لا يسأل القاصد عن بابه

إلا سنا النشر وطيب الشميم

ماذا لقينا في حديث الثنا

من مجده المتّضح المستقيم

الناطق الواصف في خجلة

بالعجز والساكت عين الأثيم

ذو طلعة في البشر كم ناظرت

بدراً فأمسى خدّه كالّلطيم

وهمة في الفضل كم جاورت

غيثاً فولّى غيمه كالهزيم

قاضٍ قضى العدل ولكنه

قضى على المال قضاء الغريم

ما فطمت من كرم كفّه

من قبل ما أدرك سنّ الفطيم

جاء النهى يسأل ميلادَهُ

فبشّروه بغلامٍ حليم

لا عيب فيه غير نعمى يدٍ

يمشي شذا أنفاسها بالنسيم

من معشر سادوا وساسوا الورَى

ببأس قاسٍ وبجدْوَى رحيم

مثل النجوم الزهر كم مهتدٍ

بها من الناس وكم من رجيم

تطوّف الأشعار من حولهم

فائزةً ما سعيها بالذميم

وخير ما طاف لنسك العلى

بيتٌ نظيمٌ حول بيتٍ عظيم

يا عمر الخير لقد نبهت

منك المعالي طرف راعٍ حكيم

لا زلت ذا ذكرٍ كثير السُّرى

بكلّ أرض وندى لا يريم

كم عادنا منك ندًى مشهرٌ

لواحظ المدح وأمنٌ منيم

وكم رأيناك لمربى الثنا

أباً فجئناك بدرٍّ يتيم