هنيئا لأفق الفضل إنك بدره

هنيئاً لأفق الفضل إنك بدرهُ

وإن سجاياك الكريمة زُهره

قدمت قدومَ الغيث يهمي نواله

ويعبق ريَّاه ويبسم ثغره

وقبلك لم تبصر بنو الشام وابلاً

من الغيثِ تهدِيه إلى الشامِ مصره

وأقبلت إقبالَ البدور حقيقةً

على جائر الأيام أظلم دهره

وما كانَ لولا نور وجهك طالعاً

من الغربِ بدرٌ يملأ الأرض بشره

وأنت الذي في مصر والشام أشرقت

معاليه فاسْتولى على النجمِ قدره

لك الصدر من ديوان تلك وإنَّما

لصدرِك من هذا مدى الدهر سرّه

وكم أفقٍ طالت قوامُ نجمه

يقصر عن أدنى خوافيك نسره

تقر لك السادات طوعاً وعنوةً

ويحسن سرّ الفضل فيك وجهره

كأنَّك في العليا أبوك سقى ثرى

أبيكَ حياً يهمي فلله درّه

وقارك في حزم الأمور وَقارُه

وبشرك في صنع المعارف بشره

ترحلت يا يحيى وفضلك خالدٌ

هو البحر إلاَّ أنَّ جعفرَ نهره

إلهي أطلْ للدهرِ في عمرِ أحمدٍ

فيا حبَّذا الشخص الكريم ودهره

يؤَازِرُ أملاك الزَّمان كما ترى

فيشتدُّ بنيان الزَّمان وأزره

ويعجبهُ فعلُ الجميل مطابقاً

فيحفظ علياه ويبذل وفره

ولا عيبَ فيه غير إفراط سؤددٍ

يشقُّ على جهد المدائح حصره

فتى النسب الوضَّاح والشيمِ التي

يقلّ لها من بارع الحمد كثرُه

وذو البيت أما آلُ يحيى فنظمه

وأما أبو حفصِ الإمام فبحره

تقر له السادات طوعاً وعنوةً

ويحسن سرّ الفضل فيه وجهره

له قلمٌ ينحو الجميل فرفعه

لرتبة داعيه وللضدّ كسره

إذا قامَ يحيى دولة بسوادهِ

عنت دونه بيض القرَاع وسمره

قصيرٌ لأمرٍ ما يجدّع أنفه

إلى أن رأينا الملك قد عزَّ نصره

بكف فتىً لو كان للبحر جودُهُ

لفاضَ كما فاضَ في الطرسِ درّه

وممتدح يلقاك منه إذا بدَا

مديد العلى باهي المحيا أغرّه

يرنحه شدْوُ السؤال كأنما

تثنَّت بعطفيه وحاشاه خمره

أنجلَ العلى قابلتني ساعة العلى

مقابلةً لاقى بها القلبَ جبره

إذا شيد في نظمِ امتداحك بيته

فما هو إلا في ذوي النظم قصره

لمدحك يا معنى النسيب تأخرت

قوافي نسيبٍ طالما طار شعره

على أنني مغرًى بكلّ مقرطقٍ

بما خدّه ماءُ الحياة وخضره

عجبت له في كأس مرشفه الطلاً

وفينا ولم يقرب من الكأس سكره

ثناؤك أشهى من لماه إلى فمي

ولفظك لا حلو الوصال ومرّه

فحسبك من قلبي صفاه وودّه

وحسبك من لفظي دعاه وشكره

وحسبك عبدٌ بالجميل ملكتهُ

على أنه مستمجد القلب حرُّه

بقيت لداعي المدح وجهك عيده

وأنمل كفيك الكريمة عشره