ألم به طيف الخيال مسلما

ألمّ به طيفُ الخيال مسلِّما

فأذكَرَهُ من لوعةٍ ما تقدّما

ألمّ به والصبحُ قد لاحَ جيشُه

وهمّتْ جيوشُ الليلأن تتصرّما

فأرّقه بعدَ المنامِ مزارُه

وطيرٌ بأعلى غُصنِ بانٍ ترنّما

رعى الله ركب المستقلّين سحرة

بعيسِهمُ قصداً الى أبرَقِ الحِمى

فما باتَ للأحباب ضامنُ لوعةٍ

لفقدهمُ إلا امرؤٌ بات مُغرَما

وفي الكِلّةِ الحمراءِ ظبيُ صريعةٍ

سقاني غداةَ البينِ بالبينِ علقَما

ضمنت فلم أذكر هواه وأنطق ال

جوى دمع عيني بالهوى فتكلما

وداويّةٍ داومتها بعرامِسٍ

إذا سِرْنَ يُنسِينَ الجديلَ وشَدْقَما

تذرّعْتُ في الليلِ الظلامَ وفي الضُحى

غباراً أثارَتْهُ المناسِمُ أقْتَما

وقلتُ لغيثٍ طبّقَ الأرضُ ماؤهُ

فأزّر بالنورِ الرّوابي وعمّما

يد الصّالحِ المنظورِ أعظمُ نائلاً

وأجزلُ إعطاءً وأوفرُ مَغنَما

مليكٌ أضاءَ الليلَ من نورِ وجهِه

وأفعالِه الحسنى وقد كان مُظلِما

سجيّتُه بذلُ النّوالِ فلن ترى

بأرضٍ ثوى فيها من الناس مُعْدِما

يُريك إذا سالَمْتَه البدرَ طالعاً

تماماً وإن حاربْتَه الليثَ مُقْدِما

أجِدّكَ ما تنفكّ تعطى لسائر ال

مُعادين بُوسى والموالين أنعُما

فكم معركٍ فيه تبدّيت سافراً

فغادرتَ بالسّيفِ العدوّ ملثّما

ردَدْتَ الضُحى ليلاً من النُقْعِ مظلماً

وأطلعْتَ فيه بالأسنّة أنجُما

وظلْتَ لنظم الهام فيه منثِّراً

وبتَّ لنثرِ الطّعنِ فيه منظّما

سلبْتَ العِدى أثوابَها ونُفوسَها

وألبسْتَها ثوباً صفيقاً من الدِّما

علوْتَ محلاً أصبح النجمُ دونَه

وأدنيتَ ما تحوي يداك تكرّما

كذلك نورُ الشمسِ من كل موضعٍ

من الأرض يدنو وهْي في كبدِ السّما

بعزمِك طار العدل شرقاً ومغرباً

وأنجدَ في أعلى البلاد وأتهَما

فتحتَ اللّها لما تبرعت باللُهى

فأعربَ بالشكرِ الذي كان أعجما

وشيّدْتَ بالإسكندرية بِنيةً

بها أصبحَ الثغرُ المباركُ مُعلَما

حبوْتَ بها فخرَ الأئمّة فاغتدى

بجمعِهما شملُ المعالي مُلأما

بتدريسه فيها الدروسَ أساسُ ما

يقيمونه الكفارُ أضحى مهدّما

به وبها لم يترُكِ الله كافراً

الى أن غدا فضلاً من الله مُسلِما

ألا أيُّهذا الحافظُ العلَمُ الذي

سما سابقاً نحو العلى فتقدّما

هل البدرُ إلا أنت ليلةَ تِمّه

هلِ البحرُ إلا أنت ساعةَ أن طَما

بك استبشرَ الشهرُ الأصمّ تشوقاً

للُقياكَ حتى كاد أن يتكلّما

سأحمِلُ من فكري إليك قصائداً

تُريكَ من الألفاظِ درّاً منظّما

تزيدُ على مرِّ الجديدَن جدّةً

وتنشرُ وشْياً للعيون مُنَمْنَما

فلا زِلتَ في عزِّ عليٍّ ورفعةٍ

فما العيشُ إلا أن تعيشَ وتسلَما