دع عنك ذكر منزل بالأبرق

دع عنك ذكرَ منزلٍ بالأبرقِ

أماته حَيا السحابِ المُغدِقِ

وكلّ ريحٍ دائبٍ مصفّقِ

فصار بعد جِدّةٍ في خلَقِ

فإنما العيشُ حُداءُ الأينُقِ

وقطْعُ كلّ مهمهٍ منخَرِق

بمُقرَبٍ أدهمَ ذي تَلهوقِ

وشرطِ الوغى صهْصَلَقِ

آباؤه من بعض خيل يلبَقِ

أقبّ نهدٍ صلِفٍ ذي أولَقِ

أو أبيضٍ مثلَ ابيضاضِ المبرق

تحسَبُه في الليلِ ضوءَ الفلَقِ

ومرهَفٍ يَفري كثيفَ الحلَقِ

لا تُتّقى ضربَتُه بالدّرَقِ

يختطِفُ الألحاظَ حُسنَ رونقِ

وأسحمِ اللونِ أحمّ غدِق

تحسَبُه كالليلِ لو لم يبرُقِ

لما حواهُ من حَياً مفرِّق

فعلَ الإمامِ الحافظِ الموفّقِ

القائل الفاعلِ شمسِ المَشرِق

بابُ العطاءِ عندَه لم يُغلَق

قليلُه مثلُ الخضمِّ المتأقِ

فاز كآباءٍ له بالسّبقِ

فقُلِّد الجودَ مكانَ الرّبَقِ

فهو على أعراضِه كالخندَقِ

ما دُنِّسَتْ أعراضُه بالرّنقِ

فردٌ وفي الشدة مثلُ الفيلقِ

ومقتدي مذْ كان كلِّ الفِرَقِ

يا سيّداً أمثالُه لم تُخلَقِ

ثوبي علاهُ وسخٌ كالغسَقِ

أعراضُ من عاداكَ منه تستقي

وإنّني أصبحتُ أوفى مُمْلِقِ

لا زلتَ في سعادةٍ لم تُخلِق

تلبَسُ من بُرْدِ الفخارِ المونِقِ

ما قابلَ المغربُ وجهَ المشرِقِ