عليكم جانبت أصحابي

عَلَيْكُمُ جَانَبْتُ أَصْحَابِي

وفيكُمُ عادَيْتُ أَحْبَابِي

ولم أَزَلْ أُطْنِبُ في شُكْرِكُمْ

غايَةَ ما يَبْلُغُ إِطْنَابِي

وانْتَهَتِ الحالُ إِلى أَنَّني

جعلتُكُمْ قِبْلَةَ مِحْرابي

وكانَ لي رَبٌّ صَلاتِي لَهُ

فانْقَسَمَتْ فيكُمْ لأَرْبابِ

وكانَ ظَنِّي بكُمُ صادِقاً

فَغَرَّنِي مِنْهُ بِكَذَّاب

الحمدُ لِلَّهِ وإِنْ كُنْتُمُ

رُحْتُمْ عَنِ الشُّهْدِ إِلى الصَّابِ

لا أَدَّعِي السُّلوانَ عن حبِّكمْ

كلاًّ ولا أَكْتُمُ أَوْصَابي

كُنْتُمْ على كَثْرَةِ وَصْلِي لكمْ

تُبْدُونَ لِي أَوْجُهَ طُلاَّبِ

فأَنْثَنِي تِيهاً بلقياكُمُ

قد ضَاقَ بي أَوْسَعُ أَثوابي

فصِرْتُ إِنْ جئتُ إِلى دارِكُمْ

أَجيءُ في صورَةِ مُرْتَابِ

تظْهَرُ لِلْعَيْنِ ملالاتُكُمْ

وإِن رأَتْكُمْ بعدَ إِغبابِ

وإِنْ تحدَّثتُ على بابِكمْ

كَأَنَّنِي لستُ على البابِ

آذيتموني باستحالاتكمْ

حتى تَهَزَّأْتُ بآدابي

غيريَ قد أَصبحَ أَوْلَى بكُمْ

وغيركم أَصبحَ أَولَى بي