قدر الأثير على الأثير علي

قدَرُ الأثيرِ على الأثيرِ عليُّ

فهو السماء وجوده الوسميُّ

يُزْهى به سرجٌ إذا حضر الوغى

ويضيءُ في يوم العطاءِ نديُّ

دع عنك عمروَ البأس أو كعبَ النّدى

لا يستوي المسموعِ والمرثيّ

لله منزلُهُ الفسيحُ كصدْره

فثَراهُ بالجودِ العَميمِ ثريُّ

ولربّ ساداتٍ به لو أنصفوا

قدراً لقيلَ العالمُ العُلويُّ

فوجوهُهمْ دريّةٌ يهدى بها

باغي النوالِ ولفظُهُمْ دُريُّ

دارٌ بها ما تَشتَهيهِ نفوسُنا

شِبَعٌ كما شاءَ السّماحُ وريُّ

يا حسنَ مائدةٍ تُميد بثِقْلِها

ذكرُ الخلودِ لما حوَتْ مَنسيُّ

لو ملّك اللهُ المسيحَ مِثالَها

لأطاعه الإنسيُّ والجِنيُّ

هي مَيْدةٌ كثُرَت صنوفُ طعامِها

فاحتلّها القيسيُّ واليَمنيُّ

ولقد حضرتُ بها ورُمْتُ صفاتِها

عجِلاً فساعدَ خاطرٌ ورويُّ

وظننتُ عبدَ الله يسمحُ فكرُه

فيها بشيءٍ فاعتراهُ العِيُّ

عجزٌ ثَناهُ عن الجوابِ فعذرُه

خافٍ وعُذْري في الهِجاءِ جَليُّ

ويقولُ عندي من فلانٍ شاغلٌ

هذا مُسيلمةٌ وذاكَ عليُّ

وتراهُ يعبثُ بالخليلِ وإنّهُ

لا شكّ من فضلِ الخليلِ خليُّ

يروي كتابَ العينِ لكنْ نونُه

محذوفةٌ فاسلَمه فهو خفيُّ

ويخوضُ في بحرِ العروضِ ورِجْلُه

لم تبْتَلِلْ بالماءِ فهو نبيُّ

طالَ الطّويلُ نهاهُ وامتدّتْ له

دون المديدِ الحُجْبُ فهو قصيُّ

وطوى البسيطَ العجزَ عنه ونقّلت

رُتَبُ الخفيفِ عليه فهو أبيُّ

وإذا نحا نحواً نحاهُ تخلُّفٌ

عنه وحاشى ذهنَهُ حوشيُّ

واسمُ الأديبِ إذا نظرتَ مصَحَّفُ

فابحثْ فمعناهُ الخفيُّ دَنيُّ

قالوا فتى الروميّ يقصُرُ دونَه

قلتُ اللّكانةُ أصلُها روميّ

قل للأثيرِ النّدبِ أية آيةٍ

ظهرَتْ لديهِ شاعرٌ أمّيُّ

ويقولُ قولي حجةٌ وكلامُه

لولا امتداحُك كلّهُ مَخْطيُّ

وجوابه يا عمرو يعني نفسَهُ

فيما يقولُ وإنّني لسَريُّ

هذي قضيّةُ حالِه فتلطّفوا

في العُذْرِ عنه الآن فهو صبيُّ