لولا ظبى تنسل من لحظاته

لولا ظُبىً تنسلُّ من لحَظاتِه

لجنيتُ ورداً لاحَ في وجَناتِه

ظبيٌ تحمّل خصره من ردْفِه

خطَراً إذا ما اختالَ في خُطُواتِه

أجني العيونَ جليَّ نورِ جبينهِ

وجنى بمنعِ جنيِّ نورِ لِثاتِه

قلبي فيسرةُ ليثِ طرْفٍ فاترٍ

لا يتّقي الهجَماتِ من أجَماتِه

يا أهلَ رامةَ ما ريمكُمُ عَدا

في فتْكةٍ بالأسْدِ عن عاداتِه

أقطعْتُهُ قلبي فقطّعه أسًى

فعلامَ يُتلِفُ ذاتَه بأداتِه

ومعرّضٍ للسومِ فيهِ سفاهةً

حرُّ الكلومِ ألذّ من كلِماتِه

كاتمتُه وجدي فعبّر ناظري

عن سرّ ما ألقاهُ من عبَراتِه

ولكَمْ نَهى عنّي النُهى فعصيتُه

ورِضيْتُ بيعَ النفسِ في مَرْضاتِه

ولقد عدِمْتُ العيشَ لما هالَني

بدرٌ حُدوجُ العيسِ من هالاتِه

فليَ الغرام وللإمامِ المُرتَجى

مجدٌ عقودُ الحمدِ في لبّاتِه

يقظٌ أضاءَ بقلبِه نورُ الهُدى

فكأنّه النبراسُ في مِشكاتِه

ومحبِّر الألفاظِ يكسو طُرْسَهُ

وشياً صفاتُ الروضِ دون صفاتِه

ربضَ ابنُ حُجْرٍ حَجْرةً عن شأوِه

واغتالَ غَيْلاناً مدى غاياتِه

أبداً روّيتُه بديهتُهُ فما

يلقاكَ لولا حِلمُه بأناتِه

وموطّأ الأكنافِ قد نسجَ التُقى

ثوباً فأفرَغَهُ على جَنَباتِه

يا حافظاً يُطْوى صباحُ علومِه

ما مدّ ليلُ الجهلِ من ظُلُماتِه

ولئن عدا من عادةٍ محمودةٍ

من أخذِنا للقوتِ في أوقاتِه

واغتالَ بالجدْبِ الغلالَ وخالَنا

إن غلّ نَلبسُهُ على علاّتِه

فمليكُه المرهوب يُعدِمه ندىً

فيعودُ حيّ العَود بعدَ مماتِه

لا غرْوَ إن صلُحَ الزمانُ بصالحٍ

أفعالُه غُرَرٌ على جَبهاتِه

ملكٌ لو انّ اللهَ قدّم عصرَهُ

لأتى به القرآنُ في آياتِه

كالغيثِ في إروائه ورَوائِه

والليثِ في وثَباتِه وثَباته

ذو راحةٍ وكفتْ ندىً وكفتْ ردًى

فقضَتْ بهُلْكِ عِداتِه وعُداتِه

زهرتْ نجومُ السعدِ عن آرائه

وسطَتْ جيوشُ النصرِ عن راياتِه

فرعٌ فالمُجتَلى المُجتَنى

من حُسنِه يحظى ومن ثَمَراتِه

ألِفَتْ خزائنُ مالِه من جُودِه

ما تألفُ الأعداءُ من فَتَكاتِه

يا ماجداً يطوى بشارقِ عدلِه

ما مدّ ليلُ الجهلِ من ظُلُماتِه

إنّا حمِدْنا الدهرَ منكَ ولم نكُنْ

لنذُمّ دهراً أنت من حسَناتِه

اهنأ بعيدٍ أنت معنى لفظِه

فيكَ اكتَسى مُستَحْسَناتِ صِفاتِه

فإذا سمعتَ بقائلٍ سمعَ الحَيا

بنوالِه نبِّهْهُ عن غَفَلاتِه

أترى سحابَ الجودِ أقْشَعَ مانعاً

هيهاتَ ليس المَنْعُ من آلاتِه

أبَتِ المكارمُ أن يضنّ بمشْربٍ

أن غرّقَ الثَقَلينِ بحرُ هِباتِه

ما أنجحَ الآمالَ عند مظفّرٍ

ظفِرَتْ لديه بشافعٍ من ذاتِه

فاسْلَمْ لتفريقِ النوالِ مضاعِفاً

فينا وجمعِ الحمدِ بعد شَتاتِه