ماذا أقول وقد حبيت بفطنة

ماذا أقولُ وقد حُبيتُ بفطنةٍ

يُبدي لها صلفُ العلوم خشوعَهُ

في صاحب قد غرني مرئيُّهُ

فطرحتُ عنّي جاهلاً مسمُوعَهُ

أنا لا أزالُ إذا جَنى مرزوقَهُ

فإذا أتى وقت الجنى ممنوعَهُ

نشَر الودادَ على اللسانِ وقلبُهُ

طاوٍ على غيرِ الودادِ ضلوعَهُ

هذا وقد جعلَ السَقامُ جوارحي

رسْماً أطالَ بعَرْصَتَيْهِ ربوعَهُ

ما زارني يوماً يطيلُ أنينَهُ

أسفاً عليّ ولا يُسيلُ دموعَهُ

فغفرتُ ذاكَ وقلتُ ربّتَ ذاهبٍ

صابرتُهُ حتى رُزِقْتُ رجوعَهُ

وقنعتُ منه بزورةٍ مُزْوَرّةٍ

قد سدّ عنها شوقه ينبوعَه

كتبَ التكلُّفَ لي على جبَهاتِها

زِدْ في النِزاعِ فقد أرادُ نزوعَهُ

وجعلتُ أرقُبُه لوقتِ مجيئه

مثل الهلالِ إذا رقَبْتَ طُلوعَه

فازورّ من تلك الزيارةِ جانبٌ

أبدى تطبعُهُ بها مطبوعَهُ

وأثارَ نقْعَ جفائه لكنّهُ

لم يجْفُني حتى استنابَ نُقوعَهُ

مهلاً فإن المُهْلَ أعذبُ مَشْرَباً

من سلسبيلِكَ أصلَهُ وفروعَهُ

فاقطعْهُ عني واقتطعْها خِطّةً

شادت بها أيدي البعادِ ربوعَهُ

أنا لا أحبُّ الخلَّ يدنو ساعةً

مني ويبعُدُ بعدَها أسبوعَهُ