ماست فقيل هي القضيب الأملد

ماسَتْ فقيل هي القضيبُ الأملَدُ

ورنَتْ فقيلَ هي الغزالُ الأغيَدُ

ورأتْ بديعَ جمالِها فتبسّمتْ

عن لؤلؤ بمثالِه تتقلّدُ

بيضاءُ روضُ الحُسْنِ منها أخضرٌ

ومدامِعي حُمر وعيشيَ أسوَدُ

فعلَتْ سيوفُ الحُسنِ في أجفانِها

ما يفعلُ الصَمصامُ وهْو مجرّدُ

ومؤنّبٌ فيها كأنّ فؤادَهُ

مما أطالَ هو المشوقُ المُكمَدُ

كاتمتُه أصلَ الصبابةِ جاحداً

وعلى المحبِّ دلائلٌ لا تُجحَدُ

يا هذه إن كنتُ دونَكِ ثانياً

طرْفي ففي قلبي المقيمُ المُقعَدُ

دافعتُ في صدرِ الظنونِ ولم يكنْ

بسوى الثُريّا يُسترابُ الفرقدُ

هل عندَ ليلِ الشعرِ أني نائمٌ

ولصَبوَتي طرفٌ عليه مسهَّدُ

يا ضيفَ طيفٍ ما هَداهُ لمَضجَعي

إلا لهيبٌ في الحشى يتوقّدُ

واللهِ لولا أنني بكَ طامعٌ

ما كنتُ كلَفي بحبّك أرقُدُ

هذي النجومُ وأنت من إخوانها

بجميع ما نصّبته لك تشهد

كم فيكَ عن بلقيسَ من نبأ فهلْ

قلبي سليمانٌ وطرْفي الهدهد

لا تنفِ همّي بالعُقارِ فإنها

أبداً يُثارُ بشُربِها ما يوجَدُ

لي روضةٌ من خاطري ومُدامةٌ

وُرْقُ القوافي بينهنّ تغرِّدُ

وكفاك في فخرِ الأئمةِ أحمدٌ

إنْ قُلْتَ يا فخرَ الأئمةِ أحمدُ

حبْرٌ لنا في راحتيهِ سَحابةٌ

ذابَ اللُجينُ بها وسالَ العسجَدُ

متنوّعُ الأوصافِ من أفكاره

نارٌ مضرّمةٌ وبحرٌ مُزبِدُ

هو واحدُ العَليا وواحدُها الذي

ألقابُه وصفاتُه تتعدَّدُ

فَقْرٌ يُلينُ المشكلاتِ فيستوي

في العِلمِ نِظّارٌ بها ومقلِّدُ

وروايةٌ صحّتْ وسحّتْ فارتوى

من جانبيْها مرسَلٌ أو مسنَدُ

الحمدُ في الطرفين منها واضحٌ

أوَ ليسَ فيها أحمدٌ ومحمّدُ

وفصاحةٌ دعْ عنك ذكرَك من مضى

إنّ المبرِّدَ عندَها لمُبرَّدُ

وإصابةٌ في الرأي تشهدُ أنّهُ

سهمٌ لشاكلةِ الرميّ مسدَّدُ

هذي أحاديثُ الكمال ولم تزَلْ

لجلالِه تُعزى وعنهُ تُسنَدُ

متملِّكٌ في الفُرسِ هضبةَ نِسبةٍ

ما بينَها إلا العُلا والسؤْدَدُ

يا ماجداً قذَفَتْ بحارُ صفاتِه

دُرّاً بلبّاتِ القريضِ تنضَّدُ

لبسَتْ بك الأعوامُ ثوبَ فضائلٍ

خلقَ الزمانُ وذكرُها يُتجدَّدُ

فاهنأ به حولاً يعيدُك يمنه

حولاً تُشدُّ به العُلا وتشيَّدُ

وسمعتَ أنّ القمحَ خُصَّ بقِسمةٍ

ضيزى وتلك قضيةٌ لا تُحمَدُ

لا يستوي الطرَفانِ قومٌ غُيَّبٌ

عند الدروسِ بها وقومٌ شُهّدُ

فارجِعْ الى فضلِ الحُكومةِ بينَنا

هذي الدفاتِرُ والمحابرُ تشهَدُ