نضا من شبيبته ما نضا

نَضا من شَبيبتِه ما نَضا

وكان الصِبا إلفَهُ فانقضى

وخلّى السوادَ لأصحابِه

وبيّض في وجهِ بيّضا

فكم غادةٍ عنهُ قد أعرضَتْ

وكم رشأٍ عنه قد أعْرَضا

ولو عادَ دهرٌ كما قد بَدا

له وزمانٌ كما قد مضى

لقابَلْتُهُ بوجوهِ الوصالِ

ولاحظتُهُ بعيونِ الرضا

وأحورٍ مهما رَنا ناظراً

أعلَّ الجوارحَ أو أمرَضا

له في تثنّيه فعلُ الرماحِ

وفي لحظِه الصارمُ المُنتَضى

تعرضتُه كيْ يردّ السلامَ

وسلمتُ بدْءاً فما أعْرَضا

وقلت له رِقَّ لي إنّ في

فؤادي بحبكَ جَمْرَ الغَضا

فقال أمَا لك من زاجِرٍ

وبرقُ مشيبِكَ قد أوْمَضا

ألا إن رأسَك قد أطلعتْ

جوانبُها شعَراً أبيضا

وحقِّ الصبابةِ للشائبينَ

إذا أنصفوا الشَيْبَ أن يُرْفَضا

فقلتُ ونَهنَهْتُ دمعَ العيونِ

بذاك الإلهُ علينا قَضى