وأهدى نسيم الروض مسكا وعنبرا

وأهدى نسيمُ الروض مسكاً وعنبراً

وواصلَ للأنفاسِ ما كان كتّما

ورجّعَتِ الأطيارُ ألحانَ شجوِها

وجاوبَها الدولابُ لما ترنّما

فلا تُهمِلا هذا الزمانَ فإنّه

يجدِّدُ للمشتاقِ عُمراً مُنعّما

وحُثّا به كأسَ المُدامِ فإنها

تزيدُ الفتى ظرفاً وخُلقاً مكرَّما

ولا سيما من كفّ أحورَ ساحرٍ

بألحاظِه ردّ الخميسَ العرمرما

ألم بنا في مجلسِ اللهوِ وانثَنى

وقد أودَع الأحزانَ قلباً متيّما

فوالله ما أدري إذا ما لقيتُه

أشمسَ الضُحى ألقى أمِ البدرَ في السّما

أسرّ زماني لو تأتي يسيره

بتحليلِ ما قد كان في العيشِ حرّما

وأطفأ نارَ الهجرِ من ماءِ وصلِه

وإسفارِه من بعدِ ما قد تلثّما