وما كنت أخشى من زماني نبوة

وما كنتُ أخشى من زمانيَ نبْوةً

ولي منك عزمٌ لا يُفلُّ له غرْبُ

كهامٌ إذا كان الموالي ضريبةً

لديه ولكن في نُحورِ العِدى عضْب

وهل أنت إلا مُزنةً سحّ وبْلُها

بحزْنٍ وسهلٍ فالجميعُ به خصْبُ

وما زِلتَ تعفو عن إساءةِ مُذنبٍ

وإن عظُمَتْ حتى لقد حسُن الذّنْبُ

فيا حافظ الدّين الذي عزّ شبهُه

فغُرتُه شمسٌ وألفاظُه شُهْبُ

سحبْتَ ثِيابَ الفضلِ مفتخِراً بها

ومثلكَ شَغافٌ أنت داخِلهُ قلب

أبثّكَ يا بَحر النّدى أنّ مورِدي

ومَرعايَ ذا غيضٌ لديّ وذا جَدْبُ

ومثلُك لا يرضى بكوني ظامئاً

ومنهلُ جدواهُ هو الباردُ العذبُ