أدركت آخر ما أدركت أوله

أدركتَ آخرَ ما أدركتَ أوَّلهُ

يا ابنَ الخصيبِ ورَبَّتْ عِندَكَ النِّعَمُ

قد قُلتُ حين أهَبَّ اللَّهُ ريحَكُمُ

الآن يَعْدِلُ فينا السَّيْفُ والقلمُ

ما ضرَّ أعداءكم ألا يكون لهُمْ

إلٌّ تراعونه فيهم ولا ذِمَمُ

وقد أساءوا وقد ساءتْ ظُنونُهُمُ

فما ألمَّ بهمْ من بأسِكُمْ لَممُ

وهَبْتُمُ لِعُبيْدِ اللَّهِ موهبةً

لا مثلها ولو اسودَّتْ له النِّعَمُ

والنفسُ عِلْقٌ نفيسٌ لا كفاءَ لَهُ

إذا تكافأتِ الأعْلاقُ والقِيَمُ

ولا قَعَدْتُمْ على ضَيْمٍ ولا ضَمَدٍ

لكنْ عفوتُمْ وفي أيديكُمُ النِّقَمُ

وتلك أوَّلُ بشرى إنَّ دولتَكُمْ

غيثُ يَريع عليه الحبُّ والنسمُ

تبارك اللَّهُ إكباراً لمنَّتِكُمْ

ماذا يُعَفِّي عليه الطَّوْلُ والكرمُ