أسألت رسم الدارِ أم لم تسأل

أسألت رسمَ الدارِ أم لم تسألِ

دِمناً عفتْ فكأنها لم تُحلِلِ

دُرُساً براهُنَّ البِلى بريَ الضَّنا

جسمي لبينِ قطينها المتحمّلِ

فلو استطاعتْ إذ بكيْتُ دُثُورَها

لبكت نُحولي بالدموع الهُمَّلِ

ولقدْ عهدْت عِراصَها مأنُوسةً

أيامَ تعهدُني كسيفِ الصْيَقلِ

رودُ الشبيبةِ لا أُعاصي لذةً

تدعو هواي ولا أدينُ لعُذَّلي

وإذا أشاءُ غدوْتُ غيرَ مُنهنهٍ

فأروح مقْتَنِصَ الغزالِ المُطْفلِ

بؤسى الزمان وليسَ يبرحُ آخِرٌ

من صرفهِ يعفو محاسنَ أوَّلِ

وأنا المقابَلُ في أكاسرِ فارسٍ

وابنُ الملوكِ الصّيدِ غير تنحُّلِ

رفعوا يفاعي كابراً عن كابرٍ

حتى استقلَّ إلى السّماك الأعزلِ

في حيث يقصرُ باعُ كُلّ مساوِرٍ

دوني ويحْسرُ ناظرُ المتأمّلِ

فضلاً له بك يا ابنَ طاحنة الرَّحى

رَوْمي وبيتُك بالحضيضِ الأسفلِ

يا ابنَ السّفاح شهادةً مقبولةً

مثلَ الشهادةِ بالكتابِ المنزلِ

إن التي ولدتْك تخبرُ أنها

حملتْك من نُطفٍ لعدةِ أفحُلِ

بظراءُ لو نطحتْ بمُقدَمِ بظرها

ثهلانَ حلحله ولم يتحلحلِ

بخراء لو نكهتْ على صُمّ الصّفا

صدعتْ بنكهتها متونَ الجندلِ

ذفراء لو بلَّتْ برشْح أديمِها

جسدَ امرئٍ لم يَنْقَ منه بجدولِ

خضراءُ لونِ الريقِ لو نفثتْ به

مَيْثاء ألقحها الحيا لم تُبْقِلِ

حرَّى تُسَكّن نَعْظَ ألفِ حَزَوَّرٍ

شبقٍ وغُلَّةُ دائِها لم تُبللِ

لا تسخطنّ على الإله فإنما

أعمالُ طعنِ فحولها بالفَيْشلِ

لو أمهلتكَ مدى ثوائك في استها

لسلمْتَ لكنْ داؤها لم يُمهلِ

ورأتك أيسر مهلكاً ورزيةً

من دعستين بأيرِ عيرٍ أغرلِ

فاعْصب ملامَة ناظريْك برأسِها

لا بالإله وبالنبي المرسلِ

ما استوجبا منك الكُفورَ بجرمها

فدعِ الهوادةَ في الحكومةِ واعدلِ

سقياً لأمك من صديدِ جهنم

لا من صبيبِ البارقِ المتَهلِّلِ

لمَضَتْ من الدنيا وما أسِفت على

مستمتَعٍ من مَشْربٍ أو مأكلِ

إلا مُباضعةَ العبيدِ فإنها

عنها وعن خَطراتها لم تذهلِ

الموتُ يغشاها وخاطرُ قلبِها

ذِكْرُ الأيور كأنها لم تُشغلِ

واستخْلفتكَ وما نَسلتْ مكانها

فابذلْ لناكتها عجانَك وابذلِ

ولقد حبوتَهمُ بفاعلةِ التي

ذاعتْ لها مِدحُ الجوادِ المفضلِ

أزناةَ بابِ الشام طرّاً أبْشروا

من بنتِ شاعركم بخيرِ مُقبّلِ

خلفت عليكم أمهُ وتكفّلتْ

بكُمُ وعِدّةُ عشرها لم تُكْملِ

أَأُبَيَّ يوسفَ دعوةً من حاقرٍ

مستصغرٍ يأبى دعاءك من علِ

خذها إليك تذود غاشيةَ الكرى

عن أهلها وتُضيق رحبَ المنزلِ

وتُخيلك الماءَ النقاحَ كأنه

في فيك مازجه نقيعُ الحنظلِ

ولقد وزعتُ الشعرَ عنك تعظُّماً

وتنزهاً وكففتُ غربَ المِقولِ

فأبتْ جوامحُ للقريضِ غوالبٌ

جاش الضميرُ بهن جيشَ المِرجلِ